تعززت، ليلة أول أمس، منطقتا برحال وعين الباردة بعنابة بعناصر أمنية إضافية، حيث تم تنصيب 200 شرطي بالزي المدني لتطويق مناطق تعيش حالة من الحذر والنقاط التي تكثر فيها الاشتباكات العنيفة بين المقصيين وقوات مكافحة الشغب والتي فشلت أكثر من مرة في تفريق المتجمهرين الذين يشنون احتجاجات واسعة النطاق ونقل غضبهم إلى الشارع من خلال إضرام النيران، واستعمال الخناجر والسيوف والقارورات، وحرق وتحطيم عدد من السيارات وتجهيزات بلديات الولاية، من طرف الشباب الغاضب والمدعم بعائلاتهم. وردت مصالح أمن عنابة أوامر بتكثيف وتعزيز الرقابة على منطقة برحال التي تعيش منذ أسبوع حالة من الحذر وذلك تخوفا من تأزم الأوضاع وانفجارها لأن هناك 27 عائلة هددت بالخروج الاثنين المقبل في انتفاضة شعبية وتصعيد لهجة الاحتجاج بعد إسقاط أسماء بعض المستفيدين من برامج السكن الاجتماعي، رغم معاناة هذه العائلات داخل القصدير والمباني الآيلة للسقوط منذ 20 سنة، علما أن المحتجين كانوا قد تجمهروا أمام مقر الولاية وطالبوا بلقاء الوالي إلا أن ذلك حال دون تحقيق مطلبهم المتمثل في فتح تحقيق في قائمة المستفيدين. وفي سياق متصل، راسل المسؤول الأول عن الولاية، الغازي، مديرية الأمن لتعزيز أفرادها وانتهاج مخطط لاحتواء الوضع لأن أكثر من 25 عائلة أخرى بعين الباردة هددت بحرق مقر البلدية، لأنه حسب بعض المحتجين ، فإن القائمة الاسمية التي سيتم الافراج عنها الثلاثاء القادم تحمل أسماء من خارج المنطقة. وأمام تحول عنابة إلى بؤر لا تعرف الاستقرار رغم وجود عناصر أمنية إضافية بالمنطقة، تبقى الأوضاع متأزمة. تجدر الإشارة إلى أن وزارة الداخلية قد فتحت تحقيقا في قضية الاحتجاجات بولاية عنابة، خاصة بمنطقة سيدي سالم التي تحولت إلى حديث الرأي العام والخاص بعد إصابة أكثر من 200 شرطي بجروح خطيرة إثر اشتباكات عنيفة ومشادات دامية مع قوات مكافحة الشغب.