حذر، أول أمس، وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الدول المجاورة لليبيا من مغبة إيواء العقيد معمر القذافي أو أفراد من حاشيته، المتهمين من طرف المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب. وقال هيغ في العاصمة الليبية طرابلس “قمنا بجهود كبيرة لتذكير دول أخرى في إفريقيا بمسؤولياتها في أن تعتقل وتسلم إلى ليبيا أو المحكمة الجنائية الدولية أيا من هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون أراضيها”. وأضاف وزير الخارجية البريطاني في تصريح نقلته عنه “وكالة رويترز” وهو في طريقه إلى المغرب “ قدمنا المذكرات إلى حكومات النيجر وبوركينا فاسو بشكل خاص، لكننا لا نعلم أين يوجد القذافي، ولذلك لا يمكننا حل هذه المسألة في الوقت الراهن”، وتابع “سنستمر في المساعدة على البحث عنهم”، دون أن يحدد شكل تلك المساعدة. وتعتقد الحكومة الجديدة أن القذافي يختبئ في مكان ما في صحراء ليبيا الشاسعة، لكن بعض أقاربه وحلفائه الكبار عبروا الحدود إلى تشاد والجزائر المجاورتين. ولم يذكر وزير الخارجية البريطاني الجزائر في تصريحاته كونها غير معنية باستقبال القذافي أو حاشيته وقامت باستثناء من خلال السماح لابنته عائشة وأفراد من عائلته الدخول إلى أراضيها لدوافع إنسانية كما أن لا يوجد أحد منهم في قائمة المطلوبين دوليا. وسبق للجزائر أن أعلنت على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية نفيها بشكل قاطع كل الشائعات التي راجت حول وجود معمر القذافي أو مدير المخابرات في نظامه، عبد الله السنوسي، في الجزائر منذ أيام، مؤكدا أن “الجزائر لم تستقبل منذ أكثر من شهر أي فرد من عائلة القذافي أو أركان حكمه”. وتابع الناطق الرسمي للخارجية قائلا “كما كذبنا من قبل مزاعم تواجد القذافي على الأراضي الجزائرية فنحن اليوم نؤكدها مرة أخرى بأن الجزائر لم تستقبل منذ شهر أوت الماضي أي فرد من عائلة القذافي أو نظامه، سوى عائلته فقط، وأعني أولاده محمد وهنيبعل وعائشة، وزوجته صفية”. وذكر عمار بلاني أن استقبال عائلة القذافي من قبل الجزائر “تم توضيحه وكان لدواع إنسانية” مثلما كشف عنه وزير الخارجية مراد مدلسي وأكده الوزير الأول أحمد أويحيى. للتذكير، شرع أمس وزير الخارجية البريطاني في زيارة عمل إلى الجزائر بدعوة من نظيره مراد مدلسي تنتهي نهار اليوم، تندرج في سياق سياسي إقليمي عربي وهي مدرجة في سياق اللقاء والتشاور المنتظم حول سبل ووسائل تعزيز التعاون الثنائي النشيط وحول مسائل الساعة الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.