يعقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، اليوم، ندوة صحفية مشتركة مع وزير الخارجية مراد مدلسي، في العاصمة، بعد أن وصل الجزائر مساء أمس قادما من المغرب في إطار جولة في شمال إفريقيا، وتختص زيارة هيغ بمناقشة الوضع الليبي وكواليس آخر اجتماع لوزراء الخارجية العرب حول ملف سوريا وملفات تتصل بالعلاقات الثنائية. وتعتبر زيارة وليام هيغ للجزائر، الأولى له منذ توليه منصب وزير للخارجية البريطانية، ويكون هيغ قد أنهى زيارتين، الأولى إلى طرابلس ثم الرباط وبعدها الجزائر، حيث أولى اهتماما مفرطا للملف الليبي الذي سيكون على رأس محادثاته مع مسؤولين جزائريين. وقد استبق هيغ وصوله للجزائر ب''تحذير'' للدول المجاورة لليبيا، من مغبة إيواء العقيد معمر القذافي أو أفراد من حاشيته المتهمين من طرف المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب. ورغم أن وليام هيغ خص فقط ''النيجر وبوركينا فاسو'' بهذا التحذير، فإنه على الأرجح يشمل الجزائر أيضا التي استقبلت في وقت سابق أفرادا من عائلة العقيد الهارب، لكنهم غير معنيين بمطاردة المحكمة الجنائية الدولية، ونقلت (رويترز) عن وزير الخارجية البريطاني بعد مغادرته طرابلس إلى الرباط قوله ''قمنا بجهود كبيرة لتذكير دول أخرى في إفريقيا بمسؤولياتها في أن تعتقل وتسلم إلى ليبيا أو المحكمة الجنائية الدولية أيا من هؤلاء الأشخاص الذين يدخلون أراضيها''. وأضاف ''قدمنا المذكرات إلى حكومات النيجر وبوركينا فاسو بشكل خاص، لكننا لا نعلم أين يوجد القذافي، ولذلك لا يمكننا حل هذه المسألة في الوقت الراهن''. وتابع ''سنستمر في المساعدة في البحث عنهم''، دون أن يحدد شكل تلك المساعدة. وتهتم الجزائر بما تقوم به بريطانيا في سياق ''تفكيك صواريخ مهربة من مخازن الجيش الليبي''، وتشارك بريطانيا على الأرض بضباط مختصين، كما تقول، في تفكيك صواريخ، لكن هيغ اكتفى بتأكيد أن بلاده ساعدت مقاتلي المجلس الانتقالي في تدمير مئات من الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف كانت قوات القذافي قد قامت بتخزينها.. ولكن السلطات الجزائرية، تسعى من جهة أخرى لتنسيق جهود جديدة مع بريطانيا بخصوص الساحل الإفريقي، وينعقد قبل نهاية الشهر الجاري الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الثنائية الجزائرية البريطانية، للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمسائل الأمنية ذات الصلة، وجرت تحضيرات بين المستشار برئاسة الجمهورية لمحاربة الإرهاب، رزاق بارة، والمستشار البريطاني لشؤون محاربة الإرهاب في شمال إفريقيا، اللواء سوربي، جرى التركيز فيها على منطقة الساحل. وأفيد ل''الخبر'' أن هيغ سيحاول التطرق لكواليس اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة قبل يومين، والذي اكتفى بإمهال دمشق أسبوعين لإطلاق حوار مع جميع أطراف المعارضة، ما خلف موجة غضب واسعة لدى العواصم التي تدعم رحيل بشار الأسد من الحكم، ومعلوم أن الجزائر كانت من ضمن 11 دولة عربية رفضت البيان الأول للاجتماع الذي فهم أنه سيناريو شبيه بما حدث مع ليبيا تحت مسمى ''حماية المدنيين''. وأمسك وليام هيغ، وفقا لما نقل عنه في الرباط، العصا من الوسط، في ملف نزاع الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو، وأضاف ''لا شك أن مسألة الصحراء الغربية التي لم تحل بعد لها أثر سلبي على المنطقة ولا تساعد في تحقيق تعاون إقليمي فعال''، مع التزام بريطانيا بجهود الأممالمتحدة لإنهاء النزاع.