سحب شرائح الهاتف النقال والشيراطون ممنوع لم تعد الفنادق المرصعة بالنجوم والاستعمال اللامحدود لشرائح الهاتف النقال ومهمات العمل الطويلة والسفريات لخارج البلاد متاحة لجميع إطارات مجمع سوناطراك، كما كان عليه الحال في عهد الوزير السابق شكيب خليل. رفع وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، درجات سياسة التقشف التي أعلنها مع توليه زمام العملاق النفطي بعد الفضائح المالية التي هزت المجمع وجرت العديد من مسؤوليها إلى أروقة المحاكم بتهم تبديد المال العام وإبرام صفقات مشبوهة، حيث أسرت لنا مصادر من داخل مجمع سوناطراك بأن العديد من إطارت المجمع يحنون ل”أيام العز والترف” في عهد الوزير السابق شكيب خليل، بعد أن فقدوا العديد من الامتيازات في عهد الرئيس المدير العام، نور الدين شرواطي، مع تشديد الرقابة خلال إبرام مختلف الصفقات، وتوزيع المسؤولية، تجنبا للانفراد باتخاذ القرارات، فضلا عن تشديد الرقابة من قبل مسؤولي الجمارك والتدقيق في الفواتير قبل منح الترخيص بشحن البضائع. وقالت مصادرنا إن الرئيس المدير العام، نور الدين شرواطي، أمر بلامركزية اتخاذ القرارات وضرورة نظر عدة مسؤولين في الفواتير وملفات الصفقات قبل إبرامها، للتأكد من سلامتها ومطابقتها للقوانين المعمول بها خوفا من تجاوزات جديدة، ما ضاعف عملهم وحمل مسؤولي المالية بمختلف مديريات المجمع مزيدا من الضغط، خصوصا وأن التحقيق في ملف الفساد بالمجمع مازال مفتوحا وتتخوف العديد من الإطارات أن تطالها الاتهامات وأن تكون متورطة بنية أو بحسن نية. وأضافت ذات المصادر أن الأزمة التي ألمت بسوناطراك لا تزال تلقي بظلالها، وأن سمعة المجمع أضحت قاب قوسين أو أدنى عند بعض المؤسسات العمومية، كما هو الحال مع الجمارك، مؤكدا أن تشديد الرقابة لا يتوقف على مستوى المجمع ومديرياته، لأن مصالح الجمارك شددت هي الأخرى إجراءاتها على غير العادة، و”أصبحت تدقق في أمور لا تستحق وقتا طويلا” ما نجم عنه عرقلة في تسيير شؤونها، خاصة إذا ما تعلق الأمر بطلبات مستعجلة كقطع الغيار مثلا، وفي أحيان كثيرة يتطلب الأمر زيادة على استظهار الفواتير وتقديم المطلوب، تدخل كبار مسؤولي المجمع لدى مسؤولي الجمارك للتسريع في الإجراءات. من جهة أخرى، عبرت مصادرنا عن سخط العديد من إطارات المجمع بعد سياسة التقشف التي أعلنها وزير الطاقة والمناجم، يوسف يوسفي، حيث فقد الكثير منهم فنادق خمس نجوم، والحجز بالشيراطون أصبح غير متاح إلا للمسؤولين الكبار في المجمع والمدير العام ونائبه بكل نشاط، مع تقصير مهمات العمل داخل وخارج الوطن إلى الحد الأدنى، مضيفا أن مراقبة الاستعمال العقلاني للشرائح الإلكترونية التي يمنحها المجمع لموظفيه من إطارات ومهندسين أصبحت في صدارة الاهتمام، مع سحب الشرائح من المهندسين فور الانتهاء من المشروع.