تشهد ظاهرة التوسل بالأولياء الصالحين تناميا كبيرا عبر مداشر وقرى ولاية تيزي وزو، بمجرد حلول أي مناسبة دينية، لاسيما عيد الأضحى وعاشوارء. ورغم موقف الدين الإسلامي الرافض، إلا أن العديد من العائلات في القرى الجبلية تتوافد على الأضرحة، خاصة بمناطق عين الحمام، الأربعاء ناث ايراثن، مقلع، تيزي راشد، وعزازڤة. تزور النسوة أضرحة الأولياء الصالحين وهن مرتديات أجمل ما لديهن من حلي ولباس تقليدي من أجل التقرب منهم، وهناك يدعين بتحقيق أمانيهن التي عادة ما تدور حول الفتيات العازبات من أجل تزويجهن، وكذا بهدف إرجاع الغريب من المهجر، وحل بعض المشاكل العائلية، لاسيما الميراث الذي يعد من أكبر المشاكل العالقة في منطقة القبائل، بسبب رفض الذكور إشراك البنات في الإرث. وكانت مصادر دينية مسؤولة قد حذرت، في تصريح ل”الفجر”،، من الانتشار الكبير للظاهرة التي قد تتحول إلى علة في المجتمع القبائلي على وجه الخصوص، بسبب تطبيقها بطرق خاطئة سلبية تدخل أصحابها في الشرك بدل حل المشاكل، أو على الأقل التبرك بهؤلاء الأولياء الصالحين وفق ما يمليه الشرع، داعية إلى ضبط معايير محددة سليمة لتفادي الإنحراف، لاسيما أن العديد من النساء القاصدات هذه الأضرحة يزودنا أنفسن بمناديل أوأقمشة جديدة فاخرة، وأحيانا أخرى يتم التصدق بالخرفان لإرضاء وتحقيق رغبتهن، في الوقت الذي تبقى أخريات رفقة أزواجهن أمام قبور الأولياء الصالحين يطفن ككل مناسبة حول قبورهم يتوسلن بهم الله لقضاء حاجياتهم. وقد تناسى الكثير هنا أن هؤلاء لو عادوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما.. لعرفوا المعنى الحقيقي للتوسل، هذا الأخير الذي يعتبر أصلا خدمة لخالق الكون لا غير، والذي يكون عن طريق طاعة الله ورسوله من خلال اجتناب المحرمات وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى. وأضافت ذات المصادر أن ظاهرة التوسل بالأولياء بمثابة فتح الباب للشيطان، الذي يمثل صورة المتوفي ويخرج على شكل هيئته ليضل المشرك المستغيث، وعلى كل إنسان عاقل أراد التقرب من الله بالأولياء الصالحين كجعلهم وسيط، أن لا يصدق هذه الخرافات وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تقضى، وأنه مخلوق ضعيف مثله، وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى، وهنا الشيطان يزين للناس أعمالهم ويضلهم عن سواء السبيل.