يستقطب مقام الولي الصالح الشيخ محند الحوسين الواقع بقرية آث احمد بمدينة عين الحمام التي تبعد بحوالي 70 كلم عن ولاية تيزي وزو العائلات على مدار أيام السنة غير انه يكتظ بالوافدين إليه من مختلف أرجاء الوطن بمناسبة الاحتفال بعاشوراء. هذه المناسبة الدينية التي يوليها سكان منطقة القبائل اهتماما كبيرا من خلال مختلف التظاهرات المقامة كعادة تيمشرط وإحضار الطبل. وتستعد العائلات القبائلية أياما قبل حلول عاشوراء لتهيئة نفسها وتختار الوجهة التي ستحل بها للاحتفال بهذه المناسبة ،حيث يفضل الكثير من سكان منطقة القبائل مقام الشيخ محند الحوسين الذي يحي العاملون به هذه المناسبة كل سنة في جو بهيج، حيث تكون الموسيقى حاضرة من خلال الزرنة القبائلية المعروفة (بالطبل) او (دي جي) ويحبذ سكان منطقة القبائل زيارة هذه المقام، خاصة عند استعدادهم لإحياء حفلات الزفاف، حيث يحوى بئرا يقال أن ماءه نافع ويقي من السحر وكل ما من شأنه أن يعكر الجو، حيث يحمي الزوجين من الوقوع ضحية السحر وعين الحسود. بمجرد قدوم مناسبة معينة كالعيد مثلا، تستعد النساء للذهاب إلى بئر المقام وحسب المعتقدات السائدة فلقد ساهم ماء البئر والى حد كبير في تزويج كل الفتيات العازبات بالقرية، حيث تفتح الباب أمام الخطابة وتقضي على العين، أو ما يطلق عليه »أعراضان« التي تظهر في أن الفتاة يتمناها الكل خار ج بيت أهلها لكنهم لا يتقدمون لطلب يدها، حيث لا يمكن وفي الوقت الحالي لأية عائلة تستعد لإحياء حفلة خطوبة، زفاف أو ختان وغيرها، أن لا تتوجه إلى هذا المقام الذي يعرف توافد العائلات من مختلف ولايات الوطن، خاصة العاصمة. ويصاحب الاحتفالات بهذه المناسبة الدينية تحضير أطباق تقليدية مختلفة والتي يتقدمها طبق الكسكسي بالقديد و الذي تكون العائلة القبائلية قد خبأته من لحم أضحية عيد الأضحى وغيرها من الحلويات التقليدية كالمسمن، البغرير، أحدور التي يتم توزيعها على مستوى مقامات الأولياء الصالحين التي تحتضن التظاهرة. كما ينظم مشايخ قرى منطقة القبائل ما يسمى ''بأقراو''، حيث يقدم كل زائر للزاوية أو مقام ولي صالح مقدارا من المال، وبالمقابل يدعو المشايخ له بالصحة، الرزق، والذرية الصالحة، وغيرها، ويتم فيما بعد جمع المال إضافة الى الذي يتم وضعه بالصندوق لدفع قيمة »ثيمشرط« (الأضحية)، التي تعد فرصة لإطعام الفقراء والمحتاجين، حيث نجد زاوية شرفة بهلول بدائرة اعزازقة التي تعود سكانها على إحياء عاشوراء لمدة يومين، يخصص الأول لتوزيع لحم الأضحية على سكان القرية، والذي تفتح فيه الزيارة للقاطنين خارج القرية ، فيما يخصص اليوم الثاني لسكان القرية (المرابطين).