الجنائية الدولية لا تستبعد التحقيق مع الناتو في جرائم حرب يراهن المجلس الانتقالي الليبي على نجاح رئيس الحكومة الانتقالية، عبد الرحيم الكيب، في تشكيل الحكومة الأولى في ليبيا ما بعد القذافي، وتجاوز الخلافات “الأيديولوجية” التي لا تزال تطفو وبشدة على المشهد الليبي حتى قبل مقتل العقيد معمر القذافي. ومع انطلاق العد التنازلي للوقت الذي حدده الكيب من أجل إعلان أسماء الحكومة الليبية، اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة بين “الثوار” على تخوم مدينة الزاوية، حيث يتنافس “الثوار” على الاستحواذ على مخازن الأسلحة في وقت بدى فيه المجلس العسكري الليبي عاجزا عن إقناع الليبيين بضرورة تسليم الأسلحة والعودة إلى الحياة المدنية. قبل أسبوع من إعلان تشكيلة الحكومة الليبية، ذكر تقرير إخباري ليبي، أمس، أن اقتتالاً بأسلحة (آر. بي. جي) ورشاشات وبنادق “الكلاشنيكوف” يجري بين ثوار مدينة الزاوية وثوار منطقة المايا الواقعة على بعد حوالي 27 كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس. وأشارت إلى أن “الاقتتال بدأ منذ مساء الخميس حوالي الساعة التاسعة مساءً بتوقيت ليبيا، وذلك لأجل السيطرة على معسكر ال”27” وهو المقر السابق للواء المعزز “32” التابع لكتيبة خميس نجل العقيد المقبور معمر القذافي”. من جهة دولية، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن مفتشيها الدوليين سيعودون إلى ليبيا، خلال الأسابيع المقبلة، وذلك لمراقبة مواقع الأسلحة الكيميائية، التي عُثرَ عليها بعد سقوط معمر القذافى.وقال المتحدث باسم المنظمة، مايكل لوهان، إن الأقمار الصناعية، تراقب هذه المواقع التي أبلغ المجلس الانتقالي الليبي بوجودها. إلى ذلك أكد بعض الدبلوماسيين التابعين لحلف شمال الأطلسى “الناتو” أن بعض أعضائه قلقون من احتمال أن يتم التحقيق مع الحلف من قبل المحكمة الجنائية الدولية، خاصة بعد تصريحات لويس مورينو أوكامبو، المدعي العام للجنائية الدولية، التي قال فيها إنه سيتم إجراء تحقيق نزيه ومستقل في مزاعم ارتكاب الحلف جرائم في ليبيا. وقال الدبلوماسيون، وفقًا لوكالة الأسوشيتدبرس، إن التحقيق بجرائم الحرب من المرجح أن يضم كل الحوادث، بما فيها قصف حلف شمال الأطلسي في ليبيا، أو اتخاذ الناتو لأي إجراءات تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين. وأكد محمدو ايسوفو، رئيس النيجر، أن جيشه اشتبك أكثر من مرة مع مهربي الأسلحة من ليبيا، معتبرًا أن ذلك يؤكد على التهديد الأمني الذي يشكله سقوط معمر القذافي. وقال “إيسوفو”، في تصريحات صحفية خلال زيارته، أمس الأول، إلى جنوب إفريقيا، نحن قلقون لأن هذه الكارثة تهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها. ويعيش الليبيون بحسب التقارير الإعلامية الميدانية، وسط رعب الاقتتال الذي لا يزال مستمراً بسبب رغبة ثوار الزاوية في ضم المعسكر إلى غابة (جودايم) القريبة من المدينة ليكون متنزهاً، الأمر الذي يرفضه ثوار منطقة المايا. وذكر شهود آخرون أن الاقتتال أسفر عن سقوط جرحى فيما لم يتسن معرفة ما إذا كان هناك قتلى. هذا وتحدثت الأنباء عن الكيب في مهمة مع الزمن لاختيار أعضاء من كافة الأنحاء لاستكمال النقص الذي كان في المجلس الوطني، غير أن مراقبين يقولون أن معظم أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لازالوا مجهولين بالنسبة للكثير من الناس. وقد طالب العديد من الليبيين في مناسبات شتى بإعلان أسماء كافة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي حتى يتعرف عليهم الناس. وقد ظلت هذه القضية مثار جدل داخلي وخارجي وفي نفس السياق تعالت أصوات اليوم تطالب بضرورة الإعلان عن كافة أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لمَا سيترتب على ذلك من مصالح شتى ومن تحمل للمسؤولية أمام الشعب والتاريخ.