أكد المعارض الليبي، محمد بن غلبون، أنه متخوف من احتمال أن يؤدي تعقد المشهد السياسي والعسكري واستمراره على هذا النحو إلى تقسيم ليبيا إلى دولتين. وأضاف رئيس الاتحاد الدستوري الليبي في تصريح نقلته صحيفة ''الشرق الأوسط'' السعودية، أن تأييد غالبية الليبيين في المنطقة الشرقية لبنغازي معقل الثوار، للضربات الجوية والصاروخية التي تتعرض إليها قوات القذافي العسكرية من قبل قوات حلف شمال الأطلسي، تشير إلى مخاوف من احتمال أن يؤدي تعقد المشهد السياسي والعسكري واستمراره على هذا النحو إلى تقسيم ليبيا إلى دولتين. وقال، محمد بن غلبون، أن التقسيم قد حدث فعلا على الأرض، لكن هول المشهد والحماس الثوري والعواطف المتأججة تحجب الجميع عن رؤية هذا الواقع. وأشار، المعارض الليبي، إلى أن الشرق الليبي قد تحرر مما وصفه بنيران القذافي ولن يقبل بالعودة إلى حكمه أبدا، مؤكدا أن القذافي ما يزال يحكم أغلب الغرب الليبي، بالإضافة إلى الجنوب فقط. وأوضح، محمد غلبون، أنه لو تحركت هذه القبائل أو بعضها مثلما فعلت مصراتة والزنتان والزاوية لما صمد القذافي في الغرب أسبوعا واحدا، ولكن يبدو واضحا أن هذه القبائل قد التزمت بعهود الولاء التي كتبوها بدمائهم للقذافي. وقال، بن غلبون ''أننا مصدومون الآن مما نراه من تمسّكهم بالقذافي وولائهم له حتى بعد أن أضعفت ضربات طيران التحالف قواه وكسرت شوكته العسكرية وأصبح أسهل منالا''. وحذّر رئيس الاتحاد الدستوري الليبي المعارض، مجددا من أنه إذا تمكن القذافي من تحقيق ذلك فستستمر جماهيريته عرجاء على نصف ليبيا، وسيتمكن من تصدير بعض من نفط ليبيا وغازها من ميناء الزاوية للإنفاق المحدود على جماهيريته. وحول وعود أمريكا لرفع التجميد عن حسابات رجال القذافي، أكد محمد غلبون أنه ليس من حق أمريكا ولا غيرها وعد رجال القذافي بالإفراج عن حساباتهم المجمدة في المصارف مقابل انشقاقهم عن النظام، مشيرا إلى أن مجموع هذه الحسابات يعادل ميزانية دولة وكلها أموال ليبية منهوبة لا يحق لناهبيها التمتع بها ولا لأجنبي هبتها أو المقايضة بها. في اعتراف جديد لقيادي من المعارضة شكر فيه دولا ''صديقة'' فرنسا تقدم أسلحة ثقيلة للثوار في ليبيا كشف متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، عن وجود قوائم بالأسلحة الثقيلة تم طلبها من الدول التي وصفها ب''الصديقة''. وجاءت تصريحات غوقة خلال كلمة ألقاها أمام وسائل إعلام في بنغازي أثنى فيها على رسالة زعماء الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا والتي تدعو إلى تنحي العقيد معمر القذافي عن الحكم. وبدا واضحا من خلال استعمال المتحدث باسم المعارضة الليبية كلمة ''دول صديقة'' وليس ''شقيقة'' أنه يقصد دولة غربية وليس دولة عربية، مثل قطر أو الإمارات، فيما أجمعت تخمينات المتتبعين على أن الدولة المقصودة كانت فرنسا، بحكم أنها ما تزال تقود معسكر الدول الغربية المتسرعة والمتلهفة لإسقاط نظام القذافي بعكس الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سحبت قواتها من العمليات العسكرية الجارية في ليبيا، وبريطانيا التي أصبحت تتعاطى مع الملف الليبي ببعض التحفظ، أين سبق لمسؤولين برطانيين أن عبروا عن استعدادهم لتسليح ثوار ليبيا بمعدات غير ضارة وصفوها ب''الدفاعية'' مثل أجهزة اتصالات ودروع واقية من الرصاص فقط. من ناحية ثانية، قال متحدث آخر باسم قوات المعارضة الليبية وهو عبد الباسط مزريق، في تصريحات صحيفة، أن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفت أمس من جديد مدينة مصراتة، مما أوقع ستة قتلى على الأقل، وإصابة نحو 74 في القصف الذي وقع في ساعات الصباح الأولى، كما تشير بعض الأنباء إلى أن قوات المعارضة تندفع نحو مدينة البريقة، وهي ميناء استراتيجي نفطي مهم. وذكر مسلحون من قوات المعارضة أن أفرادا من قوات القذافي متمركزون بين البيوت في وسط البريقة، في حين يتواجد المعارضون المسلحون في أماكن وموقع مكشوفة في محيطه، حيث تتناقل أنباء عن مقتل ستة من أفراد المعارضة وإصابة 61 آخرين على الأقل عندما أطلق مسلحون تابعون للقذافي صواريخ على قافلة لعناصر من المعارضة كانوا يستقلون سيارات في الطريق السريع المتجهة غربا من أجدابيا. واعتبر اللواء صلاح عمر عبد الله متحدث باسم المعارضة المسلحة الليبية أن العقيد القذافي مصمم على إحداث أزمة إنسانية كبيرة في مصراتة، حيث دعا خلال مؤتمر صحفي ببنغازي المجتمع الدولي إلى عدم التردد في حماية المدنيين. في المقابل، يؤكد قادة الناتو أنه من الصعب توجيه ضربات لقوات القذافي في المناطق المدنية، وقال القادة العسكريون أن القصف يوم الجمعة الماضي أسفر عن تدمير دبابتين قرب مصراتة. الولاياتالمتحدة تبحث عن بلد يستضيف القذافي كشفت صحيفة ''نيويورك تايمز''، عن أن الحكومة الأمريكية أطلقت عملية بحث مكثف لإيجاد بلد يمكنه أن يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي هذا الشأن، قالت الصحيفة، أن المسؤولين الأمريكيين لم يحصلوا إلا على لائحة بأسماء عدد صغير من الدول المرشحة، لكون القذافي حسبها- معرض للملاحقة القانونية من جانب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على خلفية أعمال العنف التي ارتكبها بحق شعبه منذ انطلاق الثورة. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن 3 مسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما قالوا للصحيفة، أول أمس إنهم يحاولون إيجاد بلد لم يوقع أو يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم أي شخص تدينه المحكمة الجنائية الدولية. وفي سياق ذي صلة، صرح مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما في تصريح للصحيفة أنه، ''استخلصنا بضعة دروس من العراق ومن أهمها أنه على الليبيين تحمل مسؤولية تغيير النظام وليس نحن''، وأضاف المسؤول ''أن ما نحاول فعله ببساطة هو إيجاد وسيلة للوصول إلى مخرج سلمي''. الثوار يتراجعون أمام تقدم قوات القذافي تراجع الثوار الليبيون إلى أجدابيا بعد قصف مدفعي عنيف لكتائب القذافي، أمس. وجاء هذا التراجع، عقب تكثيف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من عمليات قصف مواقع الثوار بأجدابيا ومصراتة وغيرها من المدن التي تشهد مقاومة، حيث تشهد المدن الليبية يوميا عمليات كر وفر بين الثوار وقوات النظام، أين يواجه معقل المعارضة غرب مصراتة حصارا خانقا وضربات مدفعية لا تتوقف من جانب كتائب القذافي، تخلف يوميا أعدادا من القتلى والجرحى ودماراً مادياً طال بالخصوص المنطقة الصناعية التي تركز عليها القصف، مما أدى إلى تدمير مصانع ومعامل. مقتل 9 ثوار وجرح العشرات في أجدابيا ومصراتة قتل ثلاثة أشخاص وجرح 18 آخرين في قصف للكتائب على مصراتة غرب البلاد، بينما تحدثت وكالة ''رويترز'' للأنباء عن مقتل ستة ثوار وإصابة 16 آخرين، في هجوم نفذته الكتائب الأمنية على مركباتهم على الطريق الساحلي السريع غرب أجدابيا، كما ذكرت تقارير صحافية أن كتيبة تابعة للثوار دمرت 13 سيارة تابعة لكتائب القذافي، واستولت على اثنتين منها، إحداهما حاملة راجمات. من جهته، جدد رئيس الأركان العامة للجيش الوطني التابع للثوار الليبيين اللواء الركن عبد الفتاح يونس انتقاده الشديد لدور حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' وتباطئه في قصف قوات القذافي. أمريكية برتبة جنرال تقود الحرب على القذافي تقود الجنرال مارغريت وودوورد، قائدة بالقوات الجوية الأمريكية، حاليا عملية ''فجر أوديسا'' التي بدأت إثر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 لفرض حظر جوي فوق ليبيا، واضعة في أولوياتها حماية المدنيين الليبيين من هجمات الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي.وشوهدت الجنرال مارغريت وودوورد، قائدة بالقوات الجوية الأمريكية، وهي تتحرك برشاقة في أحد مراكز القيادة جنوبي غربي ألمانيا، وهي منهمكة بإصدار أوامرها لطياري القاذفات الأمريكية الجوية في قاعدة أفيانو الجوية الأمريكية شمالي شرقي إيطاليا، بإقليم فريولي فينيتسيا جوليا، لكي يستعدوا للانطلاق لقصف أهداف تابعة للقذافي في عمق ليبيا.ويقال أنها أرسلت بأوامرها السرية للسفن الحربية المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط ، وتعليماتها إلى أطقم المروحيات على تلك السفن التي تتعلق بأماكن وأزمان انطلاقهم للبحث والإنقاذ، عند الضرورة. فرنسا تعلن تجاوزها قرارات مجلس الأمن نقلت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، عن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي، قوله إن إعلان الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عن أنهم لا يتصورون مستقبل ليبيا في وجود معمر القذافي يعني تجاوز قرار مجلس الأمن رقم 3791. وردا على سؤال لقناة ''أل سي إي'' الإخبارية الفرنسية ''هل نحن بصدد الخروج عن قرار الأممالمتحدة؟''، أجاب الوزير الفرنسي ''نعم بالتأكيد، فالقرار 1973 لم يتطرق لمستقبل القذافي ولم يتحدث عن إزاحته''. وينص القرار 1973 -الذي تبناه مجلس الأمن في 17 مارس الماضي بموافقة عشرة أعضاء وامتناع خسمة عن التصويت على تشكيل منطقة حظر جوي فوق ليبيا.