تقارير بريطانية تتهم دولا عربية بخرق القانون الدولي في ليبيا بات الحديث عن مستقبل العقيد الليبي ”المخلوع” معمر القذافي، مسألة وقت، رغم أن المعارك الضارية على جبهة سرت وبني وليد وسبها وعدد من المناطق الجنوبية لليبيا لم تحسم الأمر بعد وبشكل كلي لصالح المجلس الانتقالي الذي يشتكي مقاتلوه من المقاومة التي يبديها الموالون للقذافي. غير أن انقسام المشهد الليبي – بحسب التقارير الليبية - إلى ثلاثة فصول؛ سياسية من جهة تشكيل الحكومة وعسكرية وأخرى شعبية بات يعتبر الحلقة الأبرز من القضية الليبية. لاتزال تنتشر في شوارع ومدن ليبيا التي يصنفها المجلس الانتقالي ضمن خانة المحررة، عدة مظاهرات ضد قادة ليبيا الجدد. ففي بنغازي، خرج مواطنون في مسيرة حاشدة ضد من سموهم أتباع النظام السابق والمتسلقين، رافعين شعارات ”يا بنغازي هيا هيا الثورة مازالت حية”، وأضافوا ”نحن نرفض أي تعيينات لأتباع النظام السابق في الوظائف كالخارجية وفي السفارات أو أي حقيبة وزارية والمطالبة بوجوه جديدة في الحكومة الانتقالية”. وشدد المتظاهرون على ضرورة تلبية مطالبهم، مؤكدين أنه إذا لم تلب مطالبهم فسوف تكون هناك ثورة أخرى على المتسلقين ورموز نظام القذافي. تأتي هذه المظاهرات اليومية في وقت عجز فيه للمرة الثالثة عن إعلان أسماء الحكومة الليبية الجديدة لعهد ما بعد القذافي. وتجمع التقارير على أن هناك خلافات ”حادة” أسست لها المصالح والايديولوجيات التي تقف حجر عثرة أمام تشكيل الحكومة الجديدة. ويحاول مصطفى عبد الجليل بكل الطرق الدفع بجميع أطياف الشعب الليبي إلى الاتفاق على تركيبة هذه الحكومة قبل تحرير كافة الأراضي الليبية وإذا حصل التحرير فانه لن تعود هناك إمكانية لتشكيل حكومة مؤقتة بل يتعين حينها تشكيل حكومة انتقالية، وهو ما يعني حسب المراقبين تجاهل الحكومة الليبية الجديدة لرأي وموقف أزيد من مليون ونصف مليون ليبي وهم مجموع سكان القبائل الكبرى الليبية المتواجدة في بني وليد وسرت وسبها التي لايزال الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الليبي عاجزا عن السيطرة عليها بالكامل، فضلا عن الطوارق الذين يرفضون الخضوع لسيطرة المجلس الانتقالي الليبي. وتقول وكالة ”رويترز” للأنباء، إن طوابير من المركبات العسكرية التابعة لحكومة ليبيا المؤقتة تتقدم صوب سرت معقل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي مدعومة بقصف طائرات حلف شمال الأطلسي الذي أعلن تمديد عملياته إلى ثلاثة أشهر إضافية في مؤشر على تأزم الأوضاع الأمنية في ليبيا وعدم حسم الأمور. وكانت قوات الحكومة تراجعت من قبل من سرت مسقط رأس القذافي ومن بني وليد بعد أن قوبلت هجمات لم تكن منظمة بشكل جيد بمقاومة شرسة من المؤيدين للقذافى، وأوعز مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي فشلهم في السيطرة على جميع التراب الليبي إلى حاجتهم إلى الأسلحة والأمر الذي علق عليه شارل بوشار، قائد عملية حلف شمال الأطلسي، قائلا: ” ليس لدى حلف الناتو تفويضا لتزويد الثوار الليبيين بالأسلحة. لكنه لم يستبعد احتمال قيام بعض الدول المنضوية تحت لوائه بتوريد الأسلحة إلى ليبيا”. قال بوشار إن القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي تسيطر في الوقت الراهن على 3 مناطق فقط في البلاد، بينها الجيبان حول مدينتي سرت وبني وليد اللذين حاصرهما الثوار. وشدد الجنرال على أن نظام القذافي فقد قدرته على اتخاذ خطوات عسكرية منسقة في الأراضي الليبية. ومع ذلك أشار بوشار الى أن نظام القذافي مازال يجثم على صدور نحو 200 ألف شخص في ليبيا.