أصبح العقيد الليبي معمر القذافي “رسميا” في حكم التاريخ، بعد إعلان المجلس الانتقالي مقتله في مسقط رأسه بمدينة سرت الليبية، التي عرفت خلال الثلاثة أشهر الماضية مواجهات وحرب شوارع عنيفة بين المواليين للقذافي و”الثوار”. وجاء إعلان خبر وفاة العقيد سريعا ومفاجئا لليبيين وللمجتمع الدولي الذي بارك العملية وشجب الأسلوب وشكك في القاتل. أعلن المجلس الانتقالي الليبي أنه تقرر دفن جثة القذافي في مكان مجهول وذلك تجنبا للحساسية الكبيرة التي تمثلها شخصية القذافي وتاريخها. ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء، أمس، على لسان أحد المسؤولين في المجلس الانتقالي الليبي قوله: “لقد تقرر دفن جثة القذافي في مكان مجهول”، كما تحدث قادة ليبيا الجدد عن أن تعاليم الدين الإسلامي تحتم عليهم إفادة القذافي بمراسيم دفن عادية وإن كانت سرية. وجاء مقتل القذافي بعد تسعة أشهر من اندلاع “ثورة 17 فيفري” من مدينة بنغازي، ونجاح المقاتلين المدعومين من الغرب في إنهاء 42 عاما من حكم الفرد الواحد في ليبيا ودخولهم العاصمة طرابلس، أعلن خليفة حفتر، قائد القوات البرية في المجلس الوطني الانتقالي، أن سرت “تحررت بالكامل”. وقال: “تم تحرير سرت، وبمقتل القذافي سقط نظام معمر القذافي، وتم تحرير ليبيا بالكامل، ومن كان يقاتل معه قتل أو تم القبض عليه”. وتابع: “الآن نستطيع أن نقول إن القذافي مات وليبيا تحررت”. ولا ينكر قادة المجلس الانتقالي الليبي حجم التحديات التي لا تزال تواجههم رغم مقتل القذافي، حيث تعتبر عملية تشكيل حكومة جديدة، من المرجح أن لا يشارك فيها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي، ولا تزال الطبيعة القبلية للمجتمع الليبي واحدة من أكبر التحديات التي تواجه ليبيا، فضلا عن انتشار الأسلحة وهو ما يعزز حجم الصراع بين الإيديولوجات المختلفة لاسيما منها الإسلامية والعلمانية.