تعرف مصلحة استعجالات جراحة العظام بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة اكتظاظا كبيرا من طرف المرضى الوافدين عليها يوميا وعلى مدار 24 ساعة، إذ يجد الطاقم الطبي أحيانا صعوبة في إيجاد موانة ما بين إجراء العمليات وتجبيس المكسورين. وقد وقفت “الفجر” عند معاناة المرضى الذين تسببت لهم حوادث في كسور متفاوتة الخطورة أثناء المناوبة الليلية التي تعرف إقبالا كبيرا، إذ يصل عدد المرضى الذين تستقبلهم مصلحة العظام في الدور الثاني 20 شخصا في الساعة الواحدة، والتي تتطلب مدة الكشف عنهم حوالي ربع ساعة و3 مرات ذهابا للمرور إلى قاعة الأشعة للتأكد من مواضع الكسور. وقد عمد الأطباء المناوبون من المقيمين إلى ترك العمل لقرابة الساعة، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين، تنديدا بغياب الأمن وتعرض طبيب للتهديد بالضرب، وهو الأمر نفسه بالنسبة للمسؤول عن جهاز الأشعة واقتحام قاعة الفحص من طرف مجموعة من الشبان أمام غياب أعوان الأمن. بالمقابل، فقد أثر هذا السلوك سلبا على المرضى الذين ظلوا ينتظرون رجوع الطاقم الطبي وسط توتر كبير ونرفزة لمرافقي المرضى وعودة الكثير منهم أدراجهم. وقد وأدى تدخل الأمن والمسؤول الأول عن مصلحة العظام إلى عودة النظام وتجاوز الفوضى التي شهدتها مصلحة جراحة العظام من الساعة التاسعة إلى قرابة منتصف الليل. وتعاني المصلحة - حسب الكثيرين من المرضى - من نقص في الطاقم الطبي وشبه الطبي، إذ لا يتواجد بها غير موظفين للأشعة وسط إقبال مهول على القاعة باعتبارها من المصالح الساخنة التي تتطلب تشغيل أكبر عدد من العمال. بالمقابل، فإن إدارة المستشفى لا تعير اهتماما للأمر المطروح بشدة في عدة مصالح داخل مستشفى جامعي يصنّف من الأوائل وطنيا ويغطي ربع المرضى من الوطن. من جهة أخرى، اشتكى الكثير من المرضى المعتادين على الفحص الدوري بمصلحة إعادة تأهيل العظام والمفاصل، التي تعمل في الفترة الصباحية، من تباعد المواعيد المخصصة للفحص، والتي تلزمهم أحيانا التنقل إلى القطاع الخاص من أجل تدراك التأخر الذي يسجل في الشفاء.