يعيش فلاحو المنطقة الحدودية الشبيكية وضواحيها المترامية عبر السهل الذي يضم أولاد عيسى، أولاد موسى وأولاد ملوك على وقع الجفاف بسبب تماطل الهيئات المعنية في إيجاد حل لهذه الأزمة - حسب قولهم - والتي انعكست سلبا على أحواض الزيتون وبعض الأشجار المثمرة المشكلة لسهل قرية الشبيكية التي أصبحت تعرف تراجعا عنيفا بعدما ذاع صيت منتوجها المستوى الوطني وخارجه. وقال أحد الفلاحين إنه نقل انشغاله إلى السلطات المعنية بما فيها الوزارة، من أجل إطلاعها على المعاناة التي يتكبّدونها من أجل سقي أرض خصبة صالحة للتين والزيتون وما شابهها من الفواكه، إذ عادة ما يضطر إلى اقتناء ثلاثة صهاريج يوميا بمبلغ لا يقل عن 600 دج للصهريج الواحد، قصد إنقاذ مستثمرته من الضياع رغم بعد المسافة بينها وبين مكان جلب مياه السقي بحوالي 20 كلم. نفس المشكل يعاني منه سكان منطقة أولاد عيسى وأولاد ملوك التي تقدّر مساحتهما الإجمالية بأزيد من 4000 هكتار تشتمل جلها على أشجار مثمرة تقدر بأكثر من 10 آلاف شجرة مختلفة الأنواع (اللوز، الخوخ، المشمش، الزيتون...الخ )، حيث أعرب أحد الفلاحين عن استيائه من هذا الوضع الذي بات يهددهم كل سنة خاصة مع قلة الأمطار، التي تضطرهم إلى الاستعانة بالصهاريج المائية لأكثر من مرتين في اليوم والتي لا تقل عن 500 دج لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في انتظار وعود السلطات الولائية - حسبه - والتي وعدت بتوفير الموارد المائية للفلاح، إلا أن هذا الأمر بقي عالقا لحدّ الآن. وأكد عدد من الفلاحين أن المستثمرات الفلاحية سمحت لهم بالاطلاع على ما تزخر به هذه المناطق الحدودية من حقول خضراء بإمكانها المساهمة في الاقتصاد الوطني إن توفرت الإمكانيات اللازمة، متسائلين عن جدوى دعم الدولة لهم ولغيرهم بأشجار مثمرة إن لم تتوفر مشاريع لاستخراج المياه الجوفية، خصوصا لسقي الأراضي المستصلحة، مقترحين على الهيئات العمومية توفير الطاقة الكهربائية وتعزيزها عبر هذه المناطق المذكورة وفق رزنامة محدودة مقابل تحمّلهم لأسعار الكراء ودفع المستحقات المالية كحل لإنقاذ أشجارهم المثمرة والتفكير في حل دائم مستقبلا.