تطورت، أمس، الأوضاع وعرفت تصعيدا خطيرا بمنطقة عنابة حيث تم تطويق مقر الولاية بعناصر أمنية إضافية تحسبا لأي طارئ. وقد فشلت عناصر الشرطة في تفريق المتجمهرين. تم الاستنجاد، أمس، بقوات مكافحة الشغب التي تدخلت لإجهاض محاولة انتحار 100 شخص من معطوبي الجيش ينتمون إلى وزارة الدفاع الوطني. وقد أسفرت المواجهات العنيفة بين المصالح الأمنية والمحتجين عن تسجيل إغماءات عديدة في صفوف ضحايا الإرهاب بالإضافة إلى توقيف 3 أشخاص بتهمة التجمهر غير المرخص والتحريض على الغليان الشعبي بالولاية. احتجاج معطوبي الجيش من ضحايا الإرهاب التابعين إلى وزارة الدفاع أمام مقر الولاية جاء على خلفية "إقصائهم من الاستفادة من حصة السكنات الاجتماعية الموجهة لسكان حي قاسيو بوسط المدينة؛ حيث تم توزيع الحصة على أشخاص آخرين فيما تم إدراج المحتجين في قائمة السكنات الاجتماعية الأخرى المبرمجة في السنة القادمة، الأمر الذي لم يستسغه المحتجون الذين أكدوا أن الجهات المعنية قد أهملتهم وحرمتهم من أبسط الحقوق رغم أن الوزارة الوصية قد منحت لهم هذه السكنات المتكونة من غرفتين وثلاث غرف بعنابة، إلا أن الإجراءات الأخيرة والغليان الشعبي الذي فرضه طالبو السكن بالولاية غيّر وجهة هذه السكنات من أجل امتصاص غضبهم. وفي سياق متصل، عبر ضحايا العشرية السوداء عن امتعاضهم الشديد بعد أن تم إقصاؤهم من حقوقهم، رغم أنهم ضحوا بحياتهم من أجل استتباب الأمن بالبلاد. وقد خلفت لهم العشرية السوداء إصابات خطيرة وعاهات جسدية فرضت عليهم الاحالة على التقاعد المسبق. وقد هدد المحتجون بتصعيد الوضع والخروج في انتفاضة شعبية إذا تأخرت الدولة في الإفراج عن مطالبهم خاصة أن أغلبهم يقطنون مع الأهل وهناك من يقطنون الخرب والبيوت الفوضوية الآيلة للسقوط.