أكد البروفسور خياطي أن الالتهاب الرئوي يتصدر الأسباب المؤدية لوفيات الأطفال في الجزائر، خاصة مع تسجيل ما يزيد عن 10 آلاف حالة وفاة في آخر إحصائيات لوزارة الصحة، معتبرا التلوث سببا رئيسيا في استفحال المرض. قال البروفسور خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام”، في اتصال مع “الفجر”، إن السبب الرئيسي للانتشار الواسع لهذا المرض عند الأطفال يرجع إلى التلوث الذي تحدثه السيارات التي تشتغل بمادة المازوت، الذي يفرز جزيئات تحدث خللا في الخلايا النسيجية للقصبات الهوائية، ما يفتح الطريق أمام دخول الفيروس، بالإضافة إلى التلوث الكيميائي الناجم عن عدم احترام التوزيع السكاني وبناء المصانع بالقرب من المجمعات السكنية، ناهيك عن تكدس السكان في الأحياء الشعبية الذي يخلق تلوثا جرثوميا حادا له تأثير جد سلبي على الأطفال. وفي سياق متصل، أشار ذات المتحدث إلى ضرورة حظر المواد المسببة للمرض المنصوص عليها من طرف منظمة الصحة العالمية، الأمر الذي من شأنه تخفيف حدة انتشار المرض في صفوف الأطفال. من جهة أخرى، يتسبب الالتهاب الرئوي في وفاة حوالي 4ر1 مليون طفل سنويا دون سن الخامسة، منهم 85 بالمئة في جنوب آسيا و البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، حسبما أكدته المنظمة العالمية للصحة. وأشارت المنظمة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للالتهاب الرئوي، إلى أن هذا المرض يقتل سنويا نحو 4ر1 مليون طفل دون الخامسة، أي أكثر من الوفيات التي تتسبب فيها أمراض الأيدز والملاريا والحصبة مجتمعة. ويعرف الالتهاب الرئوي أنه شكل من أشكال العدوى التنفسية الحادة التي تصيب الرئتين بسبب فيروسات وجراثيم أو فطريات، ما يحدث صعوبة في التنفس وفي امتصاص الأكسجين. وتذكر المنظمة العالمية للصحة أن إحياء اليوم العالمي للالتهاب الرئوي الذي ينظمه التحالف العالمي ضد الإلتهاب الرئوي لدى الأطفال، يهدف إلى التحسيس بخطورة هذا المرض باعتباره مشكل صحة عمومية والمساهمة في ضمان الوقاية للأطفال قصد تجنب وفاة الملايين منهم سنويا. وتشير المنظمة العالمية للصحة إلى أن الالتهاب الرئوي يلحق أضرارا بالأطفال وأسرهم في كل مناطق العالم، ولكنه “ينتشر أساسا” في جنوب آسيا والبلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء. وبينت البحوث أن الوقاية والعلاج مناسب ضد هذا المرض بإمكانهما تفادي وفاة مليون طفل في السنة، كما يمكن للعلاج وحده إنقاذ 600000 طفل، كما توصي بالتلقيح كوسيلة وقائية من المرض، إضافة إلى تغذية مناسبة وتحسين العوامل البيئية. وتؤكد المنظمة العالمية للصحة أن علاج جميع الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي على الصعيد العالمي يكلف حوالي 600 مليون دولار، وأن علاج حالات هذا المرض في جنوب آسيا والبلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء يكلف حوالي 200 مليون دولار أمريكي، ويشمل هذا المبلغ تكاليف المضادات الحيوية وتكاليف تدريب العاملين الصحيين، ما يسهم في تعزيز النظم الصحية إجمالا.