دعا البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطويرالبحث ''فورام'،' جميع الجزائريين فرادى وشركات سواء أكانت عمومية أو خاصة إلى، الانضمام إلى مسعى الهيئة في مسار كفالة يتامى الجزائر. وأكد خياطي على أن الصيغة الجديدة للكفالة عن بعد تضمن التكفل بعدد أكبر من الأطفال اليتامى المعوزين عبر الوطن والذين من المنتظر أن يصل عددهم إلى 10 آلاف طفل مع نهاية السنة الجارية. شرعت ''فورام'' في تطبيق مشروعها أو برنامجها الخاص بكفالة اليتامى المعوزين، عن بعد، أي بإبقائهم في كنف وأحضان عائلاتهم منذ سن 2003، حسب ما أوضحه البروفسور خياطي، في ندوة صحفية أول أمس على هامش توقيعه باسم الهيئة على 12 اتفاقية مع الشركات الفرعية للنادي السياحي الجزائري، تتكفل من خلالها كل واحدة على حدة بعدد من الأطفال الأيتام. حكاية ''فورام'' مع اليتامى بيّن خياطي أن حكاية الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، بدأت مع الأطفال اليتامى في التسعينيات وتحديدا مع أحداث بن طلحة والرايس وبني مسوس، إذ طرحت إشكالية دعم العائلات لتبقي على تماسكها في حال وفاة أحد الوالدين أو وفاتهما معا وبقي الأطفال من دون ولي. وبعد جهود متطوعين في الهيئة توصلنا، قال خياطي، إلى صيغة جديدة من الكفالة تضمن مبتغانا في الحفاظ على تماسك شمل الأسرة، وهذا من خلال الكفالة عن بعد أي التكفل بالطفل اليتيم المعوز مع إبقائه في أحضان العائلة. وهذا من اجل تجنب الوصول مستقبلا إلى نفس النتائج التي توصلت لها إحدى دراسات ''فورام''، التي تبين من خلالها أن ربع أطفال الشوارع هم من الأطفال الأيتام، فقامت شبكة متطوعي ''فورام '' بالبحث الاجتماعي عن وضع أيتام المجازر لنتمكن من تحديد المعوزين منهم عن غيرهم، فانطلقنا في العملية مع أواخر سنة 2003 بطريقة محتشمة، وبلغنا بعد 6 سنوات من العمل إحصاء ألفين وستمائة يتيم حصلوا على كافل عن بعد، وفتحنا مكاتب في 10 ولايات نطمح إلى تعميمها على باقي تراب الوطن. 31 مارس يوم اليتيم كشف البروفسور خياطي في سياق حديثه عن المشروع وعن أهدافه المستقبلية، أن الهيئة قررت أن يكون يوم 31 مارس من كل سنة يوما وطنيا لليتيم، ويتزامن هذا الإعلان مع إطلاقها لحملتها لبلوغ الكفالة عن بعد ب 10 ألف يتيم معوز عبر التراب الوطني مع نهاية السنة الجارية. وأعطى محدثنا، خلال الندوة الصحفية، تفاصيل أكثر عن مجريات العملية وشروطها، قائلا، حاولنا قدر المستطاع تجنب كل الأخطاء التي يمكن أن تقع خلال تطبيق العملية، والتي تتلخص عموما في ثلاث نقاط أساسية، أولها ضمان الشفافية فوضعنا آلية نضمن من خلالها تلك الشفافية بإرسال في مدة قدرها 6 أشهر رسالة من قبل اليتيم إلى كافله تتضمن أفكاره المستقبلية وطموحاته وتقييما لحالته الدراسية والمالية، كما وضعنا وحدات للمساعدة الاجتماعية تقوم بزيارة الطفل في منزله للتأكد من أن النقود المرسلة له من قبل كافله تصله وتذهب في الأوجه المقصودة، مع مراقبة وضعه الدراسي بربط علاقات مع مدير المدرسة التي يزاول بها دراسته. أما النقطة الثالثة، فتتمثل في اتصال الهيئة مع مديرية الصكوك البريدية، إذ تنطلق ابتداء من أفريل الحالي في فتح حسابات بريدية جارية للأطفال اليتامى المكفولين الذين تتجاوز أعمارهم 13 سنة، مع تركيزنا على إعطاء مشروعنا هذا جميع امتيازاته بفتح حساب بريدي جاري خاص به منفصل عن الحساب البريدي ل''فورام''. وأوضح خياطي أن العلاقة بين الكافل والمكفول تركت حرة، فللكافل الحرية التامة في لقاء كفيله أو لا، إلا جانب المبلغ المالي المدفوع شهريا حيث حددنا 3آلاف دينار كحد أدنى وللكافل الحرية التامة في أن يزيد عليه أو أن يقدم له هدايا ومكافآت في المواسم والأعياد الدينية وغيرها من المناسبات، كما حددنا انتهاء الدراسة شرطا لتوقف الكافل عن تقديم المساعدات لكفيله. للإشارة، بلغ عدد الأطفال اليتامى الذين أحصتهم ''فورام'' مليون طفل يتيم، تقل أعمارهم عن 16 سنة، 300 ألف منهم ينتمون إلى عائلات معوزة.