أعلنت منظمة الصحة العالمية سنة 2010 سنة مرض الانسداد الرئوي المزمن. هذا المرض الذي يعد خامس الأسباب المؤدية إلى الوفاة في العالم، ومن المتوقع أن يصبح ثالثها مع حلول 2020 بعد أمراض الشريان التاجي ومرض الأعصاب.، وفي الجزائر أكد البروفيسور سليم نافثي رئيس قسم الأمراض التنفسية في مستشفى مصطفى باشا الجامعي، وفاة نحو15 ألف جزائري سنويا نتيجة الانسداد الرئوي المزمن الذي يسببه التدخين. قال نافثي إن الجزائر تشهد 40 وفاة يوميا بسبب التدخين، موضحا أن نسبة 95 بالمائة من بين هذه الوفيات من الذكور وأن نسبة التدخين بين الإناث منخفضة حاليا لكنها بدأت تشهد تطورا ينذر بالخطر. أكد نافثي ضرورة مكافحة هذه الظاهرة التي تتسبب بأمراض كثيرة منها الإصابة بسرطان الرئة، مشيرا إلى تسجيل ما بين 3 و4 آلاف حالة سرطان رئة جديدة كل سنة أي نحو 25 حالة لكل 100 ألف نسمة. ولفت إلى تسجيل 7 آلاف حالة وفاة سنويا في الجزائر بانسداد أوعية وشرايين القلب إضافة إلى أن حالات الموت المفاجئ تتضاعف أربع مرات خاصة لدى فئة الأعمار 30-50 سنة. كما قدر وجود علاقة بين كمية السجائر المدخنة والإصابة بأزمة شرايين الدماغ وإصابة الأعضاء السفلى التي تزداد أربع مرات لدى المدخن أكثر من غيره. وقدر عدد الوفيات بسبب الإصابة بأنواع السرطان خارج الجهاز التنفسي مثل سرطان المثانة والبنكرياس والكلى وعنق الرحم في الجزائر ب2000 حالة سنويا. وقال إن منظمة الصحة العالمية تصنف التدخين في خانة الأمراض المزمنة لكن المدخن لا يزور الطبيب من أجل الإقلاع عن التدخين ولا يتقدم للمعاينة الطبية إلا في حالة الإصابة بمرض مرتبط بالتدخين . وأوضح البروفيسور سليم نافثي، المختص في الأمراض التنفسية والصدرية، أن هذا النوع من الأمراض بات يشكل مشكل صحة عمومية لارتباطه الوثيق بالتدخين الذي يزداد انتشارا بين سكان المعمورة، إلى جانب العوامل المسببة الأخرى التي تظهر جليا أن الإصابة بهذا المرض لا تقتصر على فئة المدخنين وحسب وإنما تستهدف كل الشرائح حتى تلك التي لم يسبق لها أن دخنت أبدا. وأكد البروفسور أن حوالي 44 مليون شخص عبر العالم معنيون بهذا المرض الذي يرفع من نسبة الوفيات السنوية، ما يستدعي النهوض بعمليات التشخيص المبكر للتقليل من نسبة الوفيات، من خلال تحسيس الأفراد وتوعيتهم بضرورة عرض أنفسهم على أخصائيين بمجرد ظهور أولى أعراض هذا المرض عليهم، كما لا يجب إهمال، أضاف البروفسور، نوعية التكفل بالمرضى على مستوى المستشفيات والهيئات الاستشفائية الجوارية. واقترحت منظمة الصحة العالمية، حسب ما أوضحه نافثي، مبادرة فريدة من نوعها تتمثل في أن تكون سنة 2010 سنة مرض الانسداد الرئوي المزمن وأن تعتبر عشرية 2010 - 2020 عشرية الاتصال الرئوي والانفتاح على الجمهور الواسع من مهنيي الصحة ورجال الإعلام، خاصة أن مؤشرات المنظمة الصحة العالمية تظهر أن الأمراض التنفسية تشكل خامس سبب للوفيات، بما أنها صنفت بين الأمراض الأربعة المزمنة ألا وهي السرطان وأمراض القلب والشرايين والسكري. وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية تبلغ نسبة عدم تشخيص المرضى الذين يعانون من أعراضه ولا يعرفونه حوالي 50 في المائة من المصابين، في حين تأتي الأمراض القلبية الوعائية وتصلب الشرايين في المرتبة الأولى وبنسبة 44 في المائة تليها الأمراض السرطانية التي تقتل 12 في المائة وخاصة سرطان الرئة لكلا الجنسين، وأن المرض يأتي في المرتبة الرابعة للوفيات في العالم وله ارتباط كبير بعادة التدخين إذ أن 90 في المائة من المصابين بداء الرئة هم من المدخنين وأن الوقاية من هذه الأمراض هي عدم التدخين والحد من انتشاره. وتشير إحصاءات عالمية إلى أن أكثر من ستمائة مليون شخص مصاب بهذا الداء يموت منهم سنوياً حوالي أربعة ملايين مصاب، وبهذا يكون داء الرئة هو السبب الرابع للوفيات في العالم، ومرشح لأن يتقدم ويصبح السبب الثالث، وهذا مؤشر قوي على مدى خطورة الداء. وانتشار المرض مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدخين، حيث إن 90 في المائة من المصابين بداء الرئة هم من المدخنين و25 في المائة من المدخنين يصابون بهذا الداء بدرجات مختلفة أخطرها بالطبع المراحل الأخيرة حيث يتحول المريض إلى إنسان عاجز تماماً حتى عن القيام بأبسط الأمور الحياتية العادية من لبس وحركة وأكل وشرب وتحدث ، أما ال 10 في المائة الباقية فقد تكون الأسباب خلقية أو مرضى الربو القصبي غير المعالجين بشكل سليم أو غير المنتظمين في علاجهم. 40 بالمائة من حالات الإصابة بسبب التدخين هذا وأضافت منظمة الصحة العالمية أن عدم استخدام التبغ بكل أنواعه وإشكاله هو أهم ما يمكن تجنبه من أسباب الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن وكذا السرطان. وأشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في تقرير أورده موقع ''سي أن أن'' إلى إمكانية تلافي 40 بالمائة من حالات التهاب الرئة بالامتناع عن التدخين أو تعاطي التبغ وممارسة النشاط البدني بانتظام وانتهاج نظام غذائي صحي. وقالت المنظمة الأسبوع الماضي إن قوانين منع التدخين بصورة كاملة لم تشمل إلا 4ر5 بالمائة من سكان العالم عام .2008 وجاء في تقرير آخر للمنظمة إن هناك ''154 مليون نسمة لم يعودوا معرضين لأضرار دخان التبغ في أماكن العمل والمطاعم والحانات وغير ذلك من الأماكن العامة الموجودة داخل المباني''. وبين التقرير أن سبعة بلدان هي كمبوديا وجيبوتي وغواتيمالا وموريشيوس وبنما وتركيا وزامبيا تمكنت من تنفيذ قوانين منع التدخين بصورة كاملة في عام 2008، وبالتالي أصبح العدد الإجمالي للبلدان التي تنفذ تلك القوانين 17 بلدا. وأشار إلى أن دخان التبغ غير المباشر يؤدي كل عام إلى وقوع 600 ألف من وفاة مبكرة، إضافة إلى هائل من الأمراض التي تسبب العجز والتشوهات وخسائر اقتصادية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات الأميركية. ولفت التقرير إلى أن عدد ضحايا مرض السرطان منذ عام 2005 سيصل إلى نحو 84 مليون شخص بحلول عام 2015 إذا لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات للحيلولة دون ذلك.