لم يحضر المنتخب الكاميروني في الموعد الذي اتفق عليه مسبقا وهو الساعة الأولى من يوم أمس بسبب مشكل لم يكن في حسبان أحد، حيث أصر اللاعبون على نيل مستحقاتهم من مشاركتهم الأخيرة في دورة ألجي التي فازوا بها والمقدّرة بما يقارب 34 ألف يورو أو الدخول في إضراب. وعليه ينتظر وصولهم صبيحة اليوم على حد تصريح مدرب الكاميرون دنيس لافال. جاء في بيان نشرته الفاف على موقعها الإكتروني أمس أنه لم يتعلق الأمر أبدا بإلغاء المباراة أمام الكاميرون وأن إداريي الفريق لم يتطرقوا إلى هذه الإمكانية وفسروا تأخر إلتحاقهم بالجزائر بمشكل إداري فقط. اعتصموا بغرفهم وامتنعوا عن تناول وجبة العشاء ولتأكيد تهديداتهم فإن لاعبي المنتخب الكاميروني لم ينتظروا طويلا إذ لزموا غرفهم ورفضوا النزول للعشاء بالفندق الذي كانوا يقيمون فيه بمراكش، واشترطوا حصولهم على مستحقاتهم وإلا فإنهم لن يسافروا إلى الجزائر، وهو ما حدث، فواصل اللاعبون اعتصامهم بغرفهم ولم ينزلوا للعشاء، أما رحلة السفر إلى الجزائر فلم يستعدوا لها وغطوا في سبات عميق. إيتو طار إلى إسبانيا تواصلت المفاوضات بين مسؤولي منتخب الأسود الجموحة واللاعبين، لكن دون جدوى، وهو ما جعل أغلى لاعب في العالم الذي يقبض 20 مليون يورو (ليست خاضعة للضرائب) متفوقا على ميسي ورونالدو، يتوجه مباشرة إلى المطار حيث حجز في إحدى الرحلات الجوية المتجهة إلى إسبانيا لقضاء بعض حاجياته هناك، مكتفيا بالتأكيد للجميع أنه في حال الوصول للاتفاق فيجب إبلاغه وأنه جاهز للالتحاق بهم في أي لحظة!؟ ممثل الوزارة لم يقو على فعل شيء استدعى ممثل وزارة الشباب والرياضة الكاميروني مدرب المنتخب الأول، الفرنسي دنيس لافان، وطالبه بإقصاء أي لاعب من المنتخب في الحال، بعد الإضراب الذي شنه اللاعبون ورفضهم التنقل إلى الجزائر، لكن مدرب المنتخب الكاميروني رفض اقتراح ممثل الوزارة، بحجة أن هذه الخطوة تكسر المجموعة وأصر على التفاوض معهم مجددا وأبدى تفاؤلا بإقناعهم. المدرب الفرنسي المتفائل الوحيد وفي ظل سعي مسؤولي الاتحادية الكاميرونية لاحتواء الوضع وستر ما اعتبروه فضيحة تسيء لسمعة بلادهم، فإن المدرب الفرنسي دينيس لافاني كان المتفائل الوحيد، حيث كان رده على اقتراح إقصاء اللاعبين المضربين مدى الحياة، بالتأكيد على أنه يتمسك بالتنقل إلى الجزائر حتى صبيحة المباراة، أي اليوم حسب ما جاء في صحيفة “ليكيب” الفرنسية. غليان في الجزائر إذا كانت حالة الفوضى قد عمت معقل المنتخب الكاميروني، فإن عدم وصول الأسود الجموحة في الموعد المتفق عليه تسبب في حالة غليان في الجزائر، حيث فسدت الفرحة بالفوز على تونس وكان الكل يطرح هذا الاستفهام: هل ستلعب المباراة أم لا؟ حليلوزيتش أكبر الساخطين عدم حسم الكاميرونيين لموقفهم قابله رد حازم من مدرب المنتخب الجزائري وحيد حليلوزيتش الذي لم يتردد في التأكيد أنه يرفض البقاء مع “السوسبانس”، وأنه سيسرح تعداده على مضض لأنه كان يعول على ضبط الكثير من الأمور في مواجهة الأسود الكاميرونية. روراوة يهدد الكاميرون من حسن حظ الجزائر أن المباراة تم تقييدها في تواريخ الفيفا، ولهذا فغياب المنافس الكاميروني لأسباب تعد غير منطقية تعنى تعرضه لعقوبات هامة. وقد ورد بموقع “كام فووت” الكاميروني أن رئيس الفيدرالية الجزائرية محمد روراوة هدد الكاميرونيين بمقاضاتهم وبإقصائهم من كل المنافسات التي تنظمها الفيفا إن لم تلعب المباراة في وقتها، والسبب هو الخسائر المادية للجزائر التي تكبدت الكثير في تنظيمها لهذه المباراة، ومن بينها كراء طائرة خاصة من إسبانيا (سبق لموقع الميدان أن أشار للخبر) قبل أن تعود الطائرة بعد 5 ساعات من الانتظار، كما أن اللقاء بيع لعدد من القنوات الفضائية التي دفعت الثمن مسبقا. وزير الشباب والرياضة الكاميروني يتدخل كشفت وسائل الإعلام الكاميرونية أن وزير الشباب والرياضة الكاميروني قد تدخل وقام بإرسال مبلغ 25 مليون فرنك (العملة المحلية) من أجل حل الإشكال الذي صنع الحدث أمس ليس فقط في الجزائر والكاميرون، بل وصل لمختلف وسائل الإعلام العالمية التي استهجنت واستغربت هذه القضية التي لا تحدث سوى في إفريقيا. الكاميرون ورطت حليلوزيتش يمكن القول إن المنتخب الكاميروني قد ورط نظيره الجزائري بل واستخف به كون هذا الأخير راهن كثيرا على هذه المباراة بين جريحين يعدان أكبر الغائبين عن الكان القادمة، وسبق لحليلوزيتش أن أكد على أهمية ملاقاة الكاميرون التي سيرسم من خلالها معالم منتخبنا تحسبا للمواعيد القادمة، لكن الكاميرون دخلت في صراع لأجل المال وبددت كل الآمال. لا يعد إضراب لاعبي المنتخبات الإفريقية وفي مقدمتها الكاميرون سابقة، فسبق لهم وأن رفعوا أرجلهم حتى في أكبر المواعيد. فبغض النظر عن منتخب الطوغو في مونديال ألمانيا 2006 ونيجيريا التي فضلت المرور على الهامش في مونديال 1998 بفرنسا لذات الأسباب، فإن لاعبي الكاميرون سبق لهم وأن وضعوا ألوان بلدهم تحت إبطهم واشترطوا الأموال وعندما لم يحصلوا على ما أرادوا لعبوا بطريقة بهلوانية وتحولوا لفريسة سهلة لأصغر الخصوم، ونذكر ما فعلوه في عنابة التي احتضنت مواجهات المجموعة الثانية لكأس إفريقيا لعام 1990 حين قدموا كحامل للقب لكنهم كانوا أول منتخب يقصى بعد خسارتين متتاليتين، أمام زامبيا ثم السينغال، وبعدها بثلاثة أشهر فقط تمكن ذات المنتخب من الفوز على الأرجنتين بمارادونا وغيره ووصلوا للدور ربع النهائي من كأس العالم في سابقة إفريقية. وفي مونديال أمريكا 1994 كان العالم كله ينتظر ملحمة جديدة للأسود بعد الذي فعلوه في إيطاليا 1990 لكنهم فضلوا الاستسلام وخرجوا من النافذة بأسوأ خط دفاعي بعد تلقيهم ل11 هدفا في مباريات الدور الأول فقط. ورغم عدم تمكن ذات المنتخب من التأهل لنهائيات كأس إفريقيا 2012 إلا أن نجومه واصلوا سياسة المساومات وأصروا على الاستفادة من أرباح التتويج بدورة ألجي ولأجلها أفسدوا مباراتهم مع الجزائر. سمير. ع
تاريخ المواجهات الجزائرية-الكاميرونية ^ حتى وإن كانت المباراة قد فقدت بريقها بعد إضراب لاعبي الكاميرون، إلا أن هذا لا يمنع من العودة للماضي لنتطرق للمواجهات الرسمية الخمس التي لعبت لحد الآن بين الأفناك والأسود الجموحة والتي كانت كلها في نهائيات كأس إفريقيا وشهدت سيطرة واضحة للكاميرونيين الذين واجهناهم مرتين وديا ومواجهة اليوم هي الثالثة: كان 1984 "ڤندوز منح التأهل للكاميرون" أول مواجهة جزائرية كاميرونية تعود لنهائيات كأس إفريقيا لعام 1984 التي جرت بساحل العاج. وقتها كان الفريقان في فورمة كبيرة بعد أن شرفا سويا إفريقيا في مونديال إسبانيا 1982 حيث الجزائر فازت على ألمانيا والكاميرون لم ينهزم في مبارياته الثلاث، وأقصي بعدد الأهداف أمام إيطاليا لا بفارقها، وقد جرت المباراة في بواكي وكان بإمكان أشبال خالف حسم النتيجة لولا براعة الحارس أنطوان بل ليتم اللجوء لركلات الترجيح التي وفق فيها كل من تقدم بالتسجيل ما عدا المدافع ڤندوز الذي رمى بالكرة خارج الخشبات الثلاث. كان 1986 "الأسود افترست الأفناك في الاسكندرية" لعبت المواجهة الرسمية الثانية بين المنتخبين في الاسكندرية المصرية لحساب الجولة الأخيرة من مواجهات الدور الأول للمجموعة الثانية، ووقتها كان على الخضر بقيادة رابح سعدان الفوز للتأهل. وقد تمكن ماجر من مباغتة نكونو برأسية جميلة لكن الإعصار الكاميروني قاده كانا بييك الذي سجل ثنائية قبل أن يهتدي الثعلب الماكر روجي ميلا لمباغتة دريد وتسجيل الهدف الثالث. ورغم تقليص النتيجة عن طريق كريم ماروك إلا أن الجزائر عجزت عن ترويض الأسود لتسجل وقتها أسوأ مشاركة جزائرية في نهائيات الكان خلال حقبة الثمانينات. كان 1998 لم يكن المنتخب الجزائري يملك أي حظ في مواجهة الجولة الثالثة لحساب الدور الأول خلال دورة “واغا 1998” ومواجهته ضد الكاميرون التي كانت تحصيل حاصل بعد خسارتي غينيا وبوكينافاسو. ورغم ذلك فقد لعب الخضر وقتها أحسن مباراة لهم في تلك الدورة، حيث افتتحوا باب التسجيل عن طريق دزيري، لكن الواقعية الكاميرونية حولت الخسارة إلى انتصار. كان 2000 "فوز وتأهل منطقي للأسود" التقى الفريقين في الدور ربع النهائي من نهائيات كأس إفريقيا 2000 وكان وقتها تباين المستوى واضحا لصالح الأسود الذين توجوا بلقب تلك الدورة، ولو أنهم وجدوا صعوبات جمة مع المنتخب الجزائري الذي حققوا أمامه تأهلا بعد حمام بارد، ووقتها سجل للخضر تاسفاوت هدفا جميلا لكنه لم يكن كافيا لفك الشفرة الكاميرونية. كان 2004 "زافور فرض التعادل" آخر مواجهة رسمية بين المنتخبين تعود إلى دورة تونس 2004 بملعب سوسة، فرغم أن كل المعطيات كانت تصب في صالح الكاميرون لمواصلة هيمنته على الجزائر، لا سيما بعد تمكن صانع ألعابه باتريك مبوما من افتتاح النتيجة، إلا أن الإرادة الجزائرية جسدها زافور الذي سجل في مرمى الأسود أهم هدف في مشواره الدولي وفرض عليهم التعادل الذي كان عادلا وحاسما لتأهل الجزائر إلى الدور الثاني وقتها على حساب فراعنة مصر. مواجهتان وديتان بملعبين محايدين التقى المنتخبان الجزائري والكاميروني مرتين وديتين، الأولى في دورة الصداقة بالسينغال وانتهت بالتعادل السلبي مما أجبر المنتخبين على الاحتكام لركلات الترجيح التي ابتسمت للكاميرون بنتيجة 6-5، والثانية عام 1995 حيث التقى المنتخبان بالغابون وحققت الجزائر وقتها فوزها الوحيد على الكاميرون برباعية نظيفة حملت توقيع مصابيح وقشير لكل منهما ثنائية.