ضغوطات أمريكية وأوروبية وتركية لتشديد محاصرة سوريا عشية لقاء المغرب هددت دول الخليج العربي بمقاطعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط، في حال شاركت سوريا في الاجتماع. وكان وزير الخارجية السوري قرر المشاركة في الاجتماع بناء على دعوة وجهت له في العاشر من الشهر الجاري، وبناء على رغبة كل من الجزائر ومصر. وقد صاحب اجتماع أمس ضغوطات أمريكية وأوروبية وتركية تدعو لوزراء العرب لمزيد من التضييق على سوريا. أكدت الخارجية السورية أن “قرار سوريا المشاركة في اجتماع الرباط كان تلبية لبعض الدول الشقيقة (الجزائر ومصر) وأنه في ضوء التصريحات التي أبلغنا بها من مسؤولين في المغرب قررت سوريا عدم المشاركة”. وقالت مصادر إعلامية نقلا عن مصادر مطلعة أن دول مجلس التعاون الخليجي هددت بمقاطعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط إذا شارك وزير خارجية سوريا وليد المعلم فيه. و”كان المعلم اتخذ قرار المشاركة بناء على رغبة من دولتي مصر والجزائر بهدف الاستماع لوجهة النظر السورية”. وفي وقت لاحق قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان، إنه “بعد صدور قرار الجامعة العربية حول سوريا بتاريخ 12 الحالي، عملت بعض الدول العربية الشقيقة على طرح حلول لإعادة المصداقية والشرعية إلى طريقة عمل الجامعة العربية ودورها، كما أكدت الأهمية البالغة لحضور سوريا الاجتماع الخاص بالتعاون العربي - التركي والاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في الرباط”. وأضاف: “نتيجة لذلك قررت سوريا المشاركة في هذين الاجتماعين، تلبية لرغبة هذه الدول العربية وإيماناً منها في تعزيز العمل العربي المشترك بعيداً عن ردود الفعل، وعلى الرغم من معرفتها بما يُحاك ضدها من الضغوط التي تمّت ممارستها على الدول التي سعت إلى استصدار هذا القرار المشين”. وتابع “في ضوء التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في المغرب، والتي تمّ إبلاغنا بها رسمياً، فقد قررت سوريا عدم المشاركة في هذين الاجتماعين”. وسبق ذلك، حسب مصادر إعلامية، توجيه وزيري خارجيتي مصر والجزائر طلباً إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، لدعوة وزير خارجية سوريا إلى اجتماع الرباط. وكان مجلس التعاون الخليجي رفض عقد قمة عربية طارئة دعت إليها دمشق، معتبرا أن “طلب عقد قمة عربية في هذا الوقت غير مجد”. وصاحب الاجتماع العربي، أمس، في الرباط، العديد من الضغوطات الغربية لمواصلة محاصرة سوريا، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر: “نأمل أن توجه الجامعة العربية رسالة حازمة إلى الأسد بأنه يتعين عليه السماح بإجراء عملية انتقالية ديمقراطية وإنهاء العنف ضد شعبه”. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، وجود مناقشات حالية على عدد من المستويات بين فرنسا والبلدان العربية ودول أخرى، للتوصل إلى “الصيغة العملية” لحماية السكان المدنيين في سوريا من أعمال العنف. وأشار إلى أن باريس “تعمل بالتعاون مع جامعة الدول العربية والشركاء الآخرين على ممارسة الضغط لاستصدار قرار من الأممالمتحدة، بهدف توفير حماية للمدنيين السلميين في سوريا”، مذكرا “بالحوار الجاري حاليا بين الجامعة العربية ومجلس الأمن بشأن التوصل إلى صيغة أو آلية لحماية المدنيين السوريين”. أما تركيا، فقد هدد وزير الطاقة فيها، تانير يلديز، بأن تركيا يمكن أن تعيد النظر في إمداد سوريةابالكهرباء إذا استمرت الأجواء الحالية بين البلدين اللذين كانا حليفين في المنطقة. من جهة أخرى، ذكرت وكالات الأنباء الروسية أن وفدا من المعارضة السورية في الخارج موجود في موسكو الثلاثاء لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي رفضت بلاده فرض عقوبات على سورية حتى الآن.