أعلنت سوريا مقاطعتها اجتماع وزارء الخارجية العرب الذي عقد أمس بالعاصمة المغربية الرباط, كما تعهدت بعدم تكرار حوادث مهاجمة السفارات في دمشق من قبل المتظاهرين المؤيدين للنظام السوري. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن دمشق قررت عدم المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في الرباط على هامش مؤتمر عربي تركي يبحث في جزء منه الأزمة السورية. وأضافت الوكالة أنه »في ضوء تصريحات المسؤولين في المغرب, قررت سوريا عدم المشاركة في الاجتماع الوزاري العربي في الرباط«, دون أن تعطي المزيد من التفاصيل. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن »الزملاء السوريين« موضع ترحيب لحضور الاجتماع دون التطرق إلى مسألة حضور وزير الخارجية السوري من عدمها. وتأتي المقاطعة السورية بعد رفض مجلس التعاون لدول الخليج العربي دعوة سورية لقمة عربية طارئة، بحجة أن مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد وسيجتمع في الرباط للموضوع ذاته، وتأكيد تأييده والتزامه بقرارات هذه الهيئة بشأن سوريا، وفي مقدمتها المبادرة وخطة العمل العربيتان وقرار تعليق عضوية دمشق بالجامعة. وقد أبدت سوريا -بعد تعليق عضويتها- استعدادها لاستقبال وفد عربي كبير يضم خبراء عسكريين ومدنيين وإعلاميين لمعاينة الأوضاع, وقد اتفق في هذا الإطار الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومنظمات حقوقية عربية على إرسال وفد مكون من 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين إلى سوريا، في موعد يحدده -حسب مصدر مسؤول في الجامعة- اجتماع الرباط أمس. وفي عمان قالت وزارة الخارجية الأردنية إن السلطات السورية تعهدت بعدم تكرار مهاجمة مقرات السفارات لدى دمشق من قبل المتظاهرين المؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية إن فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري قدم خلال لقاء بدمشق مع السفراء العرب لدى سوريا اعتذاراته للأردن على مهاجمة سفارتها, وأكد أن مهاجمة السفارات بدمشق لن تتكرر. وكان عشرات المتظاهرين السوريين هاجموا الاثنين الماضي مقر السفارة الأردنية بدمشق ومزقوا العلم الأردني على خلفية الدعوة التي وجهها ملك الأردن عبد الله الثاني لبشار الأسد بالتنحي. وتعرض عدد من السفارات في دمشق للاقتحام من قبل المتظاهرين السوريين بعد القرارات العربية والإقليمية ضد النظام السوري, وشملت عمليات الاقتحام السفارات القطرية والسعودية والتركية. وكان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان قال إن بلاده تريد اعتذارا صريحا ومعاقبةَ من أحرقوا علم بلاده، داعيا الأسد إلى الاعتبار بمصير قادة أطيح بهم في الأشهر الأخيرة بعد أن »حاربوا وقتلوا شعوبهم«. وفي نيويورك قال محمد جواد لاريجاني مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي إن »أفضل حل هو ترك الشأن السوري للسوريين«, مجددا رفض بلاده لأي تدخل دولي في الأزمة السورية. واتهم لاريجاني الولاياتالمتحدة وبلدانا غربية أخرى بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة, وهو الاتهام الذي وجهته كذلك دمشق إلى الولاياتالمتحدة وحلفائها. وشدد المسؤول الإيراني على أن الموقف الإيراني مما يجري في سوريا مختلف عن الموقف التركي الذي انتقد بشدة حملة النظام السوري ضد المتظاهرين. وفي هذه الأثناء تتواصل اللقاءات التي تعقدها المعارضة السورية في عدد من العواصم العربية والعالمية, حيث التقى ممثلون عن الجامعة العربية أول أمس في القاهرة معارضين سوريين وطلبوا منهم تقديم رؤاهم إزاء المرحلة الانتقالية. وفي موسكو التقى مسؤولون روس ممثلين عن المجلس الوطني السوري، وحثوهم على محاورة النظام السوري، وهو ما ردت عليه الهيئة المعارضة بدعوة موسكو للانضمام إلى دعوات دولية وجهت إلى الأسد ليتنحى. وقالت الخارجية الروسية إنه خلال اجتماع مع وفد من المعارضة السورية برئاسة برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري حث الدبلوماسيون الروس »كل جماعات المعارضة السورية التي ترفض العنف وسيلة لتحقيق غايات سياسية على الانضمام فورا لتنفيذ مبادرة الجامعة العربية لحسم الأزمة مع سوريا عبر إطلاق الحوار بين السلطات السورية والمعارضة«. كما تحدثت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن لقاءات مسؤولين إيرانيين بمعارضين بينهم هيثم مناع من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي التي تعارض بشدة التدخل الأجنبي.