يلتقي وزراء الخارجية العرب مجددا غداً الأربعاء بالرباط في حضور نظيرهم التركي مع بدء سريان قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية· وتعتمد الإجراءات الإضافية المحتملة على سلوك دمشق التي دعت أمس اللجنة الوزارية العربية إلى زيارتها، وأبدت استعدادها لتنفيذ المبادرة العربية الهادفة إلى إنهاء الأزمة السورية· وأكد مصدر رسمي مغربي عقد الاجتماع الوزاري دون أن يحضره وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي يفترض أن يلتقي نظراءه العرب في إطار المنتدى العربي التركي الذي يعقد بشكل متزامن في الرباط· وسيقيم الاجتماع الوزاري العربي مدى التقدم الذي قد تكون سوريا أحرزته باتجاه تطبيق خطة العمل العربية التي قبلت بها دمشق رسميا مطلع هذا الشهر لكنها لم تلتزم بها فعليا مما فرض تعليق عضويتها في الجامعة العربية· وتدعو تلك الخطة إلى وقف العنف ضد المدنيين السوريين، وسحب القوات والآليات العسكرية من المدن، والإفراج عن المعتقلين خلال الأحداث التي بدأت منتصف مارس الماضي· ويفترض أن يتخذ وزراء الخارجية العرب على ضوء ذلك التقييم إجراءات قد تصب في اتجاه تصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية على دمشق، أو إعادة الوضع إلى ما قبل قرار تعليق العضوية الذي اتخذ أول أمس· وكانت سوريا قد أطلقت بعيد إعلان قرار تعليق عضويتها في الجامعة العربية بدءا من يوم الأربعاء القادم تصريحات حادة استهدفت دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص· لكنها أبدت أمس قدرا من الليونة حين دعت اللجة الوزارية العربية التي ترأسها قطر إلى زيارتها، ودعت إلى قمة عربية طارئة تخصص لمعالجة الأزمة السورية· وقال مصدر رسمي سوري أن بلاده لا تزال ترى في خطة العمل العربية إطارا مناسبا لمعالجة الأزمة بعيدا عن أي تدخل خارجي ''رغم كل ما شاب هذه المبادرة من نواقص وثغرات، وافتقارها للآليات العملية التي يجب الاتفاق عليها بين الحكومة السورية واللجنة العربية لتنفيذها''· وأضاف أن دمشق ترحب بقدوم اللجنة الوزارية العربية إليها قبل السادس عشر من هذا الشهر (الأربعاء) الذي يسري فيه قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة، وأن تصحب ما شاءت من المراقبين والخبراء المدنيين والعسكريين للاطلاع على الأوضاع الميدانية، والإشراف على تنفيذ الخطة العربية بالتعاون مع الحكومة السورية·