دعا اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في العاصمة المغربية على هامش المنتدى العربي التركي، إلى بذل أقصى ما يمكن لحل الأزمة السورية بعيدا عن أي تدخل عسكري أجنبي مهما كان شكله، في وقت خرجت مظاهرات في أحياء بريف دمشق وحرستا وإدلب تشكر ”موقف الجامعة العربية”، وهتف متظاهرون قائلين ”شكرا للجزائر”، بينما أعلنت تقارير عن سقوط 27 قتيلا في أنحاء مختلفة من سوريا برصاص الأمن أمس· وفي الأثناء، أعلن وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه أمس، أن باريس استدعت سفيرها لدى دمشق إيريك شوفاليه على خلفية أعمال العنف التي تعرضت لها المصالح الفرنسية في سوريا في الأيام الأخيرة، في حين تعرضت السفارة المغربية في دمشق إلى أعمال تخريب وحاصر متظاهرون مقر سكن سفير الرباط · ومن جهته، وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، تحذيرا شديد اللهجة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد مؤكدا أنه ”سيدفع غاليا جدا ثمن ما فعل”، وذلك قبيل اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط ركز على الضمانات المطلوبة لإرسال مراقبين إلى سوريا لحماية المدنيين· وقال أوغلو في افتتاح المنتدي العربي التركي المنعقد في العاصمة المغربية إن ”النظام السوري سيدفع غاليا جدا ثمن ما فعل” في إشارة إلى القمع الدامي للتظاهرات السلمية الذي أوقع أكثر من 3500 قتيل وفقا للأمم المتحدة منذ منتصف مارس الماضي· كما دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ”الجميع” إلى تحمل مسؤولياتهم و”اتخاذ ما يلزم لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا”·
وقال العربي، الذي شارك في المنتدى العربي التركي المنعقد في الرباط الذي أعقبه اجتماع لوزراء الخارجية العرب، للصحفيين ”منذ بضعة أيام اتخذ مجلس وزراء الجامعة العربية قرارا هاما لتوفير الحماية للمواطنين السوريين لأنه يجب على الجميع اتخاذ ما يلزم بكل وضوح لوقف نزيف الدم المستمر في سوريا الشقيقة منذ ثمانية أشهر وكلي أمل في أن ينجح هذا المسعى خلال الأيام القليلة المقبلة”· وفي السياق ذاته، أعلنت سوريا أنها ”تقاطع” اجتماع وزراء الخارجية العرب، وتعهدت بعدم تكرار حوادث مهاجمة السفارات في دمشق من قبل المتظاهرين المؤيدين للنظام السوري· وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري إن ”الزملاء السوريين” موضع ترحيب لحضور الاجتماع دون التطرق إلى مسألة حضور وزير الخارجية السوري من عدمها· وتأتي ”المقاطعة” السورية بعد رفض مجلس التعاون لدول الخليج العربي دعوة سورية لقمة عربية طارئة، بحجة أن مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد وسيجتمع في الرباط للموضوع ذاته، وتأكيد تأييده والتزامه بقرارات هذه الهيئة بشأن سوريا، وفي مقدمتها المبادرة وخطة العمل العربيتان وقرار تعليق عضوية دمشق بالجامعة· من ناحية أخرى، أعلنت قيادة ”الجيش السوري الحر” المنشقة عن الجيش النظامي، عن إنشاء مجلس عسكري مؤقت وحددت تشكيلته ومهامه وعلى رأسها دراسة مهام الجيش ”الحر” باسقاط النظام ومحاسبة أفراده وحماية المواطنين من بطش أدوات النظام والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع الفوضى· وجاء في البيان الصادر ”بناء على مقتضيات المرحلة ومتطلبات الثورة السورية ينشأ في الجيش السوري الحر مجلسا عسكريا مؤقتا”· و يرأس المجلس حسب البيان قائد الجيش العقيد رياض الأسعد الذي أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي وتأسيس الجيش الحر في جويلية ويضم بعضويته تسعة ضباط بينهم أربعة ضباط برتبة عقيد وثلاثة برتبة مقدم ورائد·