روبرت فيسك: “رحيل الأسد لن يكون إلا من خلال الانقلاب العسكري” أكدت التقارير البريطانية الصادرة أمس، أن موجة الضغط الدولي التي تطالب الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي والتوقف عن قمع المحتاجين المطالبين بالتغيير وإسقاط النظام في سورية، دفعت بالضباط السوريين الرافضيين لأوامر القيادات العسكرية السورية نحو إعلان الانشقاق عن الجيش السوري. وأوضحت التقارير أن معادلات المنشقين عن الجيش قد ارتفعت إلى معادلات جد عالية، مهددة معها النظام السوري بالسقوط السريع، خصوصا بعدما اتجه العرب إلى ما يمكن وصفه إعلان الانقلاب على الأسد. ساهمت القرارات الأخيرة التي اتخذتها جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا في جميع نشاطات سوريا في الجامعة العربية، على تحفيز الضباط السوريين على الانشقاق، احتجاجا على الممارسات القمعية التي بدأت يقوم بها الجيش السوري ضد الأهالي والمدنيين. ونقلت وتقارير صحيقة بريطانية صدرت أمس، عن شهود عيان قولهم إن الانشقاقات بين قوات الأمن في مدينة حمص قد زادت بشكل كبير بعد قرار تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية، ويبدو أن هذا القرار قد شجع المتظاهرين في مدينتي حمص ودرعا، حيث سقط ما يقرب من 34 شخصا من التابعين للقوات الحكومية في كمين ليلة الاثنين الماضي. وقال أحد المدنيين السوريين إن الانشقاقات زادت خاصة في اليومين الأخيرين، مضيفاً أن ضباطا وتحديدا من الشباب بدأوا ينشقون عن القوات الحكومية. وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على الأنترنت أن “الجيش الحر يقوم بضرب مقر فرع المخابرات الجوية الذي يقع على مدخل دمشق بصواريخ وبقذائف آر بي جي”، مشيرين إلى أن “الدخان يتصاعد منه”. وأوضح الناشطون الذين أرفقوا مخططا للعملية بجانب الخبر أنه “تمت مهاجمة الفرع من ثلاث جهات”، ولفت الناشطون إلى أن المعتقلين المحتجزين بالفرع بخير، إلا أن العملية لم تتمكن من تحريرهم. من جهتها، وجهت كتيبة خالد بن الوليد، التابعة للجيش الحر والناشطة في مدينة حمص (وسط)، “تحية لإخواننا الثوار الأبطال في منطقة حرستا في ريف دمشق، ونقول بارك الله أيديكم على عمليتكم فجرا واستهداف مبنى المخابرات الجوية في حرستا”. وتوجه أعضاء الكتيبة بالدعاء للمنفذين ب”التوفيق لكم في جميع عملياتكم”. من جهته، واصل الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، التعليق على الشأن السوري، وقال في مقاله، أمس، بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يرحل عن الحكم إلا إذا انقلبت دباباته ضده. وأضاف فيسك أنه برغم التصريحات التي أدلى بها هو شخصيا للتلفزيون السوري قبل أسابيع، والتي قال فيها إن وقت الأسد ينفد سريعا، إلا أنه لم يرحل بعد، مذكراً بضرورة عدم تصديق وزارة الخارجية الأمريكية ومراكز الأبحاث التابعة لواشنطن أو الجامعة العربية. وعلق فيسك أيضا على تصريحات الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، وقال إن الصحافة والتلفزيون ساقت هذه التصريحات على أساس أن الملك يدعو الأسد إلى التنحي، إلا أن العاهل الأردني قال لتلفزيون “بي بي سي”: “لو كنت مكان الأسد لتنحيت”، وهو ليس بالأمر نفسه. ومضى الكاتب قائلاً إن الجزء الأهم في مقابلة الملك عبد الله التلفزيونية، والتي يصفها بالأفضل له على الرغم من أنه ليس من معجبي جلالته، ما قال فيه: “إذا تنحى الأسد، ولم يحل محله سوى النظام نفسه أي حزب البعث، فإن المشكلة لن تنتهي”، وهذا الأمر حقيقي للغاية. من ناحية أخرى، يشير فيسك إلى أن الدعم العسكري لسوريا لن ينتهي، فبعد تسعة أيام فقط من رفض الصين وروسيا قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين سوريا، قال أحد كبار المسؤولين العسكريين في روسيا إنه لن تكون هناك أية قيود على كل الأسلحة التي يتم تسليمها إلى سوريا.