مدير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية ل”الفجر”: ”هناك ثلاثة تيارات تحرك الأوضاع في سوريا ضد الأسد” وسط تعتيم إعلامي كبير ومنع السلطات السورية لجميع وسائل الإعلام العالمية من ممارسة مهامها من داخل سوريا، لا تزال المعارضة السورية تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنات بوابتها لنقل حقائق حول تطورات الأوضاع في سوريا، مشيرة إلى ارتفاع حركة الانشقاق في صفوف الجيش السوري بشكل متزايد، فيما قرر الأسد الحد من تلك الموجة من خلال حملة عسكرية لتصفية المنشقين سيما في مدينة حمص الواقعة وسط سوريا. بحسب تقارير النشطاء السوريين عبر الأنترنات فقد أصبحت حمص إحدى النقاط الرئيسية الساخنة بين القوات الموالية للرئيس بشار الأسد والمنشقين عن الجيش الذين يدعمون المحتجين المطالبين بإسقاط الرئيس. وقال السكان إن ثلاثة من سكان الرستن أصيبوا عندما أطلقت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نيران مدافع آلية ثقيلة موضوعة فوق الدبابات المحيطة بالبلدة، فيما تحدث نشطاء عن سماع انفجارات قوية. ويدعم المنشقون عن الجيش المحتجين المطالبين بالديمقراطية في الرستن الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص على الطريق الرئيسي الشمالي المؤدي إلى تركيا. وقال أبو قاسم وهو من سكان الرستن في اتصال عبر هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية مع وكالة رويترز إنه ”يوجد نحو 60 دبابة وعربة مدرعة عند الطرف الشمالي للرستن وحده، وكل الاتصالات مقطوعة ويجري توجيه إطلاق النار إلى الشوارع والمباني”. وتحدث نشطاء عن توغل عسكري في بلدات وقرى شمالي مدينة حمص الواقعة على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق، مشيرين إلى أن أعدادا متزايدة من المنشقين تنظم هجمات على مواقع القوات الموالية للأسد. وأرسل الأسد قوات ودبابات إلى مدن وبلدات في جميع أنحاء سوريا التي يبلغ تعدادها 20 مليون نسمة للتصدي لاحتجاجات واسعة النطاق تطالب بإنهاء 41 عاما من حكم عائلة الأسد. وفي السياق، يرى الكاتب والخبير الروسي ليونيد ريشيتنيكوف مدير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية أن أخطر ما يكمن في المشهد السوري هو تعدد الأيدلوجيات التي تحرك المعارضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أوضح في اتصال له مع ”الفجر” أن المعارضة السورية التي تقود حملة الإطاحة بنظام الأسد هي منقسمة بين ثلاث فئات أخطرها بحسب الخبير الروسي هي الحركة الأصولية السلفية والإسلامية الدينية التي تتمتع بقناعات النضال المسلح، وهو منتشرة بكثرة في مدينة درعا، والفئة الثانية فئة المصالح المشتركة والعصابات، بينما هناك أطراف موالية للغرب تحديدا للولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما يحمل مؤشرات حرب أهلية بحسب توضيحات ليونيد ريشيتنيك وف الذي قال في هذا السياق: ”الاقتتال في سوريا سيستمر طويلا ولا أتوقع نهاية قريبة للأسد الذي تشكلت لديه قناعة بأن لا خيار أمامه غير القوات المسلحة، خصوصا وأن فاتورة الانتفاضة من القتلى بلغت معدلات جد عالية”. وربط الخبير الروسي خطورة المشهد السوري بما يحمله من تداعيات على القضية الفلسطينية سيما لعلاقات النظام السوري الكبيرة بحزب الله وحركة حماس، ولا يمكن أن يمر سقوط نظام الأسد د ون تصريح غربي أمريكي التي لن تتنازل عن مصالح إسرائيل في المنطقة.