الأخصائيون يؤكدون:” احتواء مواد التمليس على مادة الفورمالدهيد تجعلها خطرا قاتلا” تلجأ الكثير من النساء والفتيات إلى منتجات التمليس والتنعيم بحثا عن الجمال والأناقة، غير أن هذه الخطوة في سبيل الظهور بأحسن حلة قد تجعلهن يفقدن تاج جمالهن في حالة الاستعمال الخاطئ من طرف الحلاقات لهذه المواد، التي تعتبر خطيرة على الشعر والصحة ككل إذا احتوت على مادة “الفورمالدهيد”. قد تدفع بعض الفتيات ضريبة الجمال غالية عندما يتعلق الأمر بالحصول على أفضل تسريحات الشعر، فوجهة ذلك أصبحت صالونات الحلاقة من تمليس وتنعيم الشعر، وسرعان ما يتحول حلم السحر والجمال إلى كابوس، إذ الكثير من الفتيات وجدن أنفسهن يفقدن شعرهن إثر استعمالهن لمواد تمليس مجهولة الهوية والمكونات عند حلاقات لا يعرفن عن مواد التمليس سوى أسمائها وطريقة وضعها سطحيا.. مع أخطاء بين الحين والآخر تتسبب في تساقط شعر الزبونة. 1200 دج تكلفة تمليس يؤدي إلى أعراض خطيرة.. تدفع الفتيات مبلغا يتراوح بين 800 إلى 1200 دج من أجل الحصول على شعر أملس أوالخضوع لما يعرف ب”الديفرزاج”.. هو سعر يتضمن تكلفة المادة المستعملة والتي لا يتجاوز سعرها 300 دج، بالإضافة إلى عمل الحلاقة، فالعملية تتطلب جهدا ووقتا كبيرين، هي الطريقة التقليدية المتوفرة لفئة كبيرة من الجزائريات على غرار الفتيات اللاتي وجدن فيها ضالتهن من أجل الحصول على شعر ناعم. الواضح من خلال زيارتنا إلى بعض صالونات التجميل بالعاصمة وبومرداس أن الفتيات، خاصة المراهقات، هن الأكثر إقبالا على عمليات التمليس على اعتبارهن أكبر فئة تتأثر بالقنوات الفضائية التي تصور الجمال في الشعر الناعم عند مختلف بطلات ونجمات المسلسلات، غير أن بعض من استخدمن هذه المواد تعرضن لبعض الأعراض التي اعتبرنها جانبية.. هو ما حدث مع سلاف، التي تعرض شعرها للتساقط، ولدى عودتها للحلاّقة ردت اللوم عليها لأنها لم تخبرها أن شعرها مصبوغ حديثا ما جعله يتأثر بمادة التمليس.. هي حكايات تتكرر في صالونات الحلاقة نتيجة ما تعتبره الزبونات استهتارا من طرف بعض الحلاقات. الحلاقات لا يعرفن شيئا عن المكونات ومادة “الفورمالدهيد” لم نتمكن من الاستفادة من أي معلومة حول خطورة مواد التمليس عند الحلاقات، فكل من تقربنا منهن لا يعرفن شيئا عن المكونات.. هذا ما أكدته صاحبة صالون ببومرداس، قائلة:”نحن نشتري مواد التمليس من السوق ولسنا مسؤولات عن نوعيتها ومدى فعاليتها”. أما عن مادة الفورمالدهيد، أضافت نفس المتحدثة أنها لم تسمع عنها من قبل كما أنها ليست معنية بالمكونات، فهناك لجان مراقبة الجودة التي تأخذ على عاتقها مسؤولية متابعة هذه المواد وتداولها في الأسواق، فضلا عن الطلب المتزايد لها من طرف الزبونات اللاتي لا يهمهن سوى الحصول على شعر أملس، مرجعة أسباب النتائج السلبية على الشعر إلى امتناع الزبونات عن إعطاء معلومات دقيقة حول شعرهن والاستعمالات السابقة لأي مواد كيميائية قد تحدث تفاعلات غير محبذة مع مواد التمليس. “الكراتين” و”اليوكو” لمن استطاعت إليهما سبيلا في سياق حديثنا عن مواد التمليس يجدر بنا التطرق إلى آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال الذي يقدم علاجا فعالا ومتكاملا للشعر، يتعلق الأمر ب”الكراتين” البرازيلية و”اليوكو” الياباني، التي تكلف ما يزيد عن 15 ألف دج، وهو ما جعلها متوفرة في الصالونات الراقية فحسب، واستعمالها لحد الآن في الجزائر يبقى حكرا على المرتاحات ماديا. وفي هذا السياق تقول إحدى صاحبات صالونات التجميل:”هذه المواد لا تحظى بطلب كبير ما يجعلنا لا مغامر بشرائها إلا تحت الطلب، فزبوناتنا معظمهن فتيات وطالبات جامعيات لا يستطعن دفع تكلفتها”، الأمر الذي جعلنا لا نتمكن من معرفة مدى فعاليتها ونجاعتها لأننا لم نصادف أيا من مستعملاته، غير أن الحلاقات أجمعن على كونها علاجا فعالا. الإستعمال الخاطئ ومادة الفورمالدهيد يجعلان مواد التمليس خطيرة للغاية من جهته أكد الدكتور امدالي نبيل، أخصائي الأمراض الجلدية، أن خطورة مواد التمليس تكمن في احتوائها مادة “الفورمالدهيد” الذي صنفته آخر الدراسات في خانة المواد المسرطنة، كما يمكن للفورمالدهيد أن يكون مُثيراً للاهتياج والحساسية، ناهيك عن تسببه في جعل العين تدمع والأنف يسيل والحنجرة تنحرق، كما يمكنه أن يتسبب في الإصابة بالسعال وبعض الأعراض الشبيهة بالربو. وتشير سجلات عيادات طبية إلى أنه سبق لبعض مستخدمي منتجات تنعيم وتمليس الشعر أن أُصيبوا بحالات شملت التقيؤ وتساقط الشعر وفقدانه، وصولاً إلى الإصابة بالصلع التام بسبب استعمالهن منتجات تحتوي مستويات أوتركيزات عالية من الفورمالدهيد، مضيفا أن مثل هذه المواد يجب أن تستعمل بطريقة صحيحة، وأي خطر قد يجعل الفتاة تخسر شعرها.. يتعلق الأمر بمدة وضعها ونوعية الشعر ودرجة تركيزها مقارنة بنوعية الشعر، بالإضافة إلى طريقة غسلها والتخلص من هذه المادة، ناهيك عن احترام المدة بين الاستعمال لعدة مرات لتجنيب الشعر خطر السقوط وحتى الصلع في بعض الحالات.