تعتبر تسريحة الشعر ومكياج العروس الحلقة الأقوى في ترتيبات حفل الزفاف، إذ تنتاب العروس حيرة كبيرة قبل اليوم الفاصل في اختيار الحلاقة التي ستتكفل بالمهمة الثقيلة الملقاة على كاهلها، والمتمثلة في تسريحة شعر مبدعة، ومكياج أنيق يعطي في النهاية جمالا صارخا يسحر العيون، تنتزع من خلاله العروس لقب أميرة الزفاف، إلا أن الحصول على هذا اللقب في ليلة العمر ليس بالأمر السهل، خصوصا أن تسريحات الشعر قد تجاوزت سقف 20000 دج في كبرى محلات الحلاقة، كون هذه المحلات اكتسبت شهرة واسعة في الميدان، وأصبحت تستقطب العرائس اللواتي يناشدن الشياكة والخصوصية. غالبا ما تترك العروس حرية اختيار التسريحة للحلاقة المتمرسة عندما تعجز عن اختيار التسريحة من الدليل الثري الذي يحمل مئات التسريحات الجميلة جدا، وهنا تراعي الحلاقة شكل الوجه وتقاسيمه لتختار التسريحة المناسبة. في صيف 2009 اختار القائمون على موضة تسريحة الشعر عبر العالم التسريحات البسيطة التي تأخذ جمالها من الشعر المنسدل الطبيعي، أو الشعر المنسدل الذي زاده "البابليس" جمالا خاصا وكذا تسريحة "الشينيون" التي تأخذ فيها الغرة حيزا هاما من خلال مرورها على الجبين، لتأخذ مكانها من الجهة اليمنى أو اليسرى من الوجه، حيث ضربت البساطة التعقيد، واحتل المكياج الهادئ والألوان الباردة مكانه على وجوه الحسناوات المقبلات على الزواج. التسريحات اللبنانية تحتل الصدارة إلا أن أكثر التسريحات المطلوبة في الجزائر لعرائس 2009، هي تلك التي جادت بها أنامل المبدعين اللبنانيين، والتي تمتاز بالجمال والجاذبية، حيث تستعين الحلاقات كثيرا بالبوستيج أو الشعر المستعار بالنسبة للعرائس ذوات الشعر القصير، حيث يتم تزاوج الألوان في الشعر لتحمل التسريحة الواحدة ثلاثة ألوان مختلفة، بين اللون الطبيعي للشعر والبوستيج الأحمر الياقوتي والأشقر الفاتح. وتراعي الحلاقة لون الشعر والماكياج المتوافقين مع ملابس العروس، وغالبا ما تأخذ تسريحة الحلزون البحري حصة الأسد من التسريحات نظرا لخصوصياتها، حيث يشد الشعر كله للخلف ويترك القليل منه للأمام حتى تستعمل الحلاقة من الغرة أشكالا مبدعة، وقد اختلفت أسعار هذه التسريحة حسب الأحياء وشهرة الحلاقة، حيث تنطلق من سعر 7000 دج في الأحياء الشعبية البسيطة وفي الأرياف لتصل إلى سعر 20000 دج في المحلات الكبرى، وخصوصا تلك التي كتب على لافتاتها حلاقة لبنانية ويشرف عليها أخصائيون قدموا من لبنان خصيصا لممارسة مهنة الحلاقة في الجزائر. في حين تفضل الكثيرات الاعتماد على الفلاشات الملونة التي تساهم في إعطاء تسريحة شعر متجانسة وأنيقة وطويلة العمر أيضا، رغم أن سعر الفلاش الواحد 250 دج، ولاكتمال التسريحة وتوازنها يجب توفر 20 فلاشا على الأقل، وترجع الحلاقات سر غلاء الفلاش إلى صعوبة تحضيره وغلاء المادة الأولية. الاكسسورات أيضا جزء هام وفعال من التسريحة، ولها ثمنها الخاص، حيث تستعين الكثير من الحلاقات بالإكسسوارات الماسية التي تأخذ شكل تاج، أو تلك الماسكات التي تحمل شكل الورود، في حين تفضل أخريات الورود الصغيرة التي تستمد جمالها من الياسمين والوريدات التي لم تتفتح بعد، ويحتسب سعر الإكسسوار خارج التسريحة، فإذا أحضرت العروس اكسسواراتها معها قامت الحلاقة بتثبيتها فقط، أما إذا كانت من خزانة الحلاقة فما على العروس سوى زيادة الباقي، وهنا يرتفع سعر التسريحة. وأكدت لنا غنية صاحبة محل حلاقة بالعاصمة أن سقف التسريحات لديها لايتعدى 18000دج، ويدخل هنا المكياج (المانيكير والباديكير) طلاء وتزين وإضافة الأظافر للعروس الراغبة في أناقة أكبر، مشيرة إلى أن أغلب العرائس يقمن بعملية تنقية الوجه أسبوعا قبل الحفل، بسعر يتراوح بين 1500دج و2500دج حسب المناطق المراد تنقيتها وكذا المواد المستعملة. وأضافت أن قاعة تزيين العرائس لديها خاصة، حيث تجلس العروس في غرفة خاصة لا توجد بها مرآة، وتستمع باهتمام لطلب العروس ثم تمارس مهامها بالوجه العملي الذي يخدم تقاسيم وجه العروس، وتحاول من جهتها الإبداع لتترك مفاجأة الشكل النهائي للمرآة في الغرفة المجاورة، وعن سر انتهاجها لهذه الطريقة قالت محد ثتنا "غالبا ما تكون العرائس على أعصابهن، وأي حركة من الحلاقة ضد رغبتهن تثير غضبهن ومخاوفهن بأن التسريحة غير لائقة لهن، مما ينعكس سلبا على جمالهن، لهذا أطمئن العروس منذ البداية ونعمل بمبدأ الثقة المتبادلة، الحمد لله لطالما شاهدت نظرات الإعجاب في عيونهن وهناك من تقول من فرط الإعجاب" هل هذه أنا"؟ وحول التسريحة التي تقدمها لزبوناتها قالت "أنا أقدم للعروس كتالوجا ثم اطلب منها صورة التسريحة أو الشكل الذي تريده ثم أباشر عملي، وغالبا ما أقترح التسريحات البسيطة، لأن جمالها لا يقاوم وإن بدا بسيطا من الوهلة الأولى". اللبناني والهندي مطلوبان بقوة سألنا مجموعة من الفتيات وجدناهن بقاعات الحلاقة عن الماكياج الذي يفضلنه، فأجمعن على ماكياج النجوم ونجمات الإعلام العربيات، أي الماكياج اللبناني، حيث وصفنه بالساحر الذي يعطي كل فتاة حظا وافرا من الجمال. وحول المكياج المطلوب قالت خبيرة التجميل حكيمة العربي إن الماكياج اللبناني أخذ شهرة عالمية ومطلوب بقوة، لدرجة أن الحلاقة يمكنها استعمال نفس التقنية على أكثر من عشرة أوجه، إلا أن نقطة ضعفه عدم تماشيه مع كل أشكال الوجوه وتقاسيمها، مما يجعل الكثير من الحلاقات تخلطن بين الماكياج اللبناني والماكياج الخليجي الذي يميل إلى حد كبير إلى مكياج الهنود لإعطاء شكل مناسب للعروس التي تلح على الماكياج اللبناني.