تسببت ندرة حليب الأكياس التي تعرفها بعض مناطق ولاية البويرة، خلال المدة الاخيرة، في استياء العائلات الفقيرة والمحتاجة، حيث وجدت نفسها مجبرة على البحث عن هذه المادة الغذائية التي يكثر عليها الطلب، خاصة أن الحليب الجاف ارتفع سعره ليتجاوز عتبة 500 دينار للكلغ الواحد، الأمر الذي يتطلب البحث عن الأسباب الحقيقية لهذه الندرة التي أثقلت كاهل العائلات البويرية. يلاحظ كل من يتجول عبر المحلات التجارية، منذ أكثر من أسبوعين، ندرة حليب الأكياس، حيث أن أصحاب المحلات يتزودون بهذه المادة بصفة تناوبية وبكميات قليلة لا تلبي احتياجات الزبائن.. إلى درجة أن بعض التجار عمد إلى بيع كيسين فقط للزبون الواحد. ولم يتم بعد تحديد أسباب هذه الندرة، رغم أن الولاية تتوفر على وحدة صغيرة لحليب الأكياس تقع عند المخرج الغربي لبلدية عين الحجر، غير بعيد عن قرية زهار، التي تعد ملكا لأحد الخواص، تنتج كمية من أكياس الحليب لا تتجاوز 6 آلاف كيس يوميا، علما أن قدرتها تتجاوز الضعف، حسب مالكها الذي اشتكى من قلة المادة الأولية.. مع العلم أن ولاية البويرة تنتج كميات من حليب الأبقار تفوق 87 مليون لتر يتم تحويلها إلى بعض الوحدات الواقعة خارج إقليم الولاية لإنتاج الحليب ومشتقاته، مثلما هو الشأن لولايات بومرداس، تيزي وزو، المدية وغيرها. وتتطلب الوضعية تشجيع الاستثمار في إنجاز وحدات حليب الأكياس لتفادي أي عجز مستقبلا، علما أن احتياجات الولاية من هذه المادة تفوق 100 ألف لتر، يتم جلبها من وحدات كل من تيزي وزو، ذراع بن خدة وغيرها. فضلا عن هذا فإن إنجاز وحدات صناعية بالولاية في هذا النشاط من شأنه توفير مناصب عمل واستغلال الكميات الكبيرة من حليب البقر الذي تنتجه الولاية.