استقبلت العائلات القبائلية وعلى غرار باقي ولايات الوطن، المناسبة الدينية، عاشوراء، في جو بهيج ميزته عادات توارثتها عن أجيال سابقة. وكما جرت العادة تنظم قرى ولاية تيزي وزو وككل سنة عادة الزردة أو الوعدة، التي يطلق عليها بالأمازيغية "تنسيثة"، حيث تشهد القرى اجتماعات لرجالها ب"ثاجماعث نتادرث" للتفاهم حول ما سيتم اقتناؤه لأحياء هذه المناسبة الدينية، حيث يأخذ المسؤول عن القرية من صندوق جمع المال الخاص بها مبلغا ماليا لشراء زوجي ثور يتم نحرهما يوما قبل المناسبة، وتتولى النساء عملية التحضير الكسكسي، حيث يحضر الطبق باللحم والكسكسي يوم عاشوراء. وما يميز هذه العادة، هو أن العائلات القبائلية تحيي عاشوراء دائما بزوايا أولياء صالحين أمثال زواية سيدي علي أوطالب، الشيخ محند أولحوسين، شرفة نبهلول، جامع قملال وغيرها.... حيث يتناول كل زائر للمكان طبق الكسكسي الممزوج باللحم والخضر الجافة، وفي نفس الوقت تحضر النساء مختلف الاطباق التقليدية التي يأخذنها معهن الى المكان، وهناك تتبادل العائلات فيما بينها الاطباق، مما يزيد أواصر المحبة والتآزر بينها، كما أنها عادة محببة لكونها فرصة تسمح بإدخال بعض الفرح والسعادة على نفوس الفقراء الذين يعتبرون أول المستفيدين من هذه الأطباق التقليدية المختلفة. وللإشارة، هناك قرى تحيي عاشوراء لمدة يومين متاليين، فمن لا يستطيع التوجه أو الخروج الى الزاوية في اليوم الأول فعل ذلك في اليوم الموالي.. لكن هناك قرية تدعى شرفة نبهلول باعزازقة لا تزال الى يومنا هذا تحافظ على عادات موروثة منذ القديم، حيث تحيي عاشوراء ليومين تخصص يوما للقاطنين بالقرية ويوما للقاطنين خارجها. كما تعتبر هذه المناسبة بالنسبة للعائلات القبائلية فرصة هامة للخطبة والزواج، حيث تخرج الفتيات في أبهى لباس مزينات بالحلي الفضية، وحسب ما يروج، فإن أكثر من 20 فتاة يطلقن العزوبية في كل قرية وزاوية تحيي هذه المناسبة كل سنة.