تعيش عدة عائلات تقيم عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة على بعد حوالي 3 كلم، وبالضبط بالمكان المسمى شعبة بن شرقي، في وضعية مزرية جراء انعدام أدنى ظروف الحياة الكريمة.الزائر لهذا المجمع السكني يلاحظ حجم المعاناة على وجوه سكانه، خاصة العائلات التي تعاني من غياب شروط الحياة العادية، وعلى رأسها الطاقة الكهربائية، حيث اضطرت إلى شراء مولد كهربائي على حسابها الخاص، وليشتغل بين السادسة مساء والعاشرة ليلا. وأشار البعض إلى أنه تم إعداد دراسة لإنجاز شبكة للكهرباء قدرت بحوالي 35 مليون سنتيم، بعد أن أبدى رئيس البلدية استعداده لتغطية شطر من التكاليف.. إلا أنه لم يظهر أي جديد. كما أبدى بعض هؤلاء السكان تخوفا من خطر الحيوانات المتوحشة، خاصة الكلاب الضالة والخنازير التي تزور الحي ليلا، إلى جانب خطر التعرض للسرقة، خاصة أن هذا الحي يقع بين الطريق الوطني رقم 5 على بعد حوالي 5 أمتار وخط السكة الحديدية الرابط بين العاصمة والشرق الجزائري على بعد حوالي 4 أمتار.. ما يزيد في معاناتهم. المياه الصالحة للشرب.. الشغل الشاغل للسكان وجد السكان أنفسهم مجبرين على البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر، اعتمادا على وسائلهم الخاصة، لتزداد المعاناة في فصل الصيف، حيث يزداد الطلب على هذه المادة، إذ تلاحظ الأطفال وهم حاملين الدلاء للبحث عن قطرة ماء أثقلت كاهلهم وأثرت حتى على مستوى تعليمهم جراء بعد المسافة وثقل الدلاء، وهذا رغم أن المنطقة تنام على احتياطي كبير من المياه الجوفية ومياه السدود. غياب شبكة التطهير يؤرق السكان يفتقر حي شعبة بن شرقي إلى شبكة للتطهير، ما يلزم السكان على ترك فضلاتهم عبر الهواء الطلق، ما قد يتسبب في أمراض لها علاقة بالمياه المستعملة، وبالتالي فإن السكان يأملون استفادتهم من شبكة للتطهير كبقية الأحياء السكنية حفاظا على صحتهم. خطر السكة الحديدية والطريق الوطني رقم 5 يهدد السكان اشتكى هؤلاء كذلك من الإزعاج الذي تسببه المركبات التي تمر عبر الطريق الوطني رقم 5 إلى مختلف الاتجاهات حتى القطار الذي يمر بجوار بيوتهم بسرعة مفرطة، الأمر الذي تسبب في إصابة البعض منهم بأمراض مزمنة، وعلى رأسها ضغط الدم والسكري وأمراض الحساسية، ولم يسلم منها حتى الأطفال الذين يقطعون يوميا مسافة لا تقل عن 7 كلم ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام، متحملين الظروف الطبيعية من برد وأمطار وحرارة في ظل غياب وسائل النقل، التي إن وجدت فإنها بعيدة المنال جراء الفقر والبطالة التي يتخبط فيها معظم هؤلاء السكان الذين يأملون التفاتة من قبل الجهات المعنية للتكفل بهذه المشاكل اليومية التي أرقت حياتهم، وذلك بترحيلهم إلى مساكن لائقة تتوفر على شروط الحياة أوالترخيص لهم بإنجاز مساكن في إطار البناء الريفي، كونهم سئموا هذه المعاناة التي طالت مدتها، لاسيما أنهم قاموا بالاتصال بمختلف الجهات إلا أنه لا جديد ظهر إلى حد الآن. وعود ذهبت في مهب الريح ذكر العديد من هؤلاء السكان أنهم كانوا يأملون استفادتهم من مساكن مهما كان نوعها، بما فيها التطورية والريفية، رغم أنهم قدموا شكاوي إلى المسؤولين المعنيين ووسائل الإعلام، إلا أنهم لم يحظوا بالاهتمام اللازم إلى حد الآن، حيث ذكر البعض أنهم تلقوا وعودا من قبل المسؤولين لترحيلهم لحي الريش الذي شهد إنجاز مجموعة من السكنات التطورية، والتي تندرج في إطار محاربة البيوت الهشة. كما ذكر آخرون أن رئيس الدائرة وعدهم بترحيلهم إلى مساكن لائقة ضمن الحصة السكنية المخصصة للسكان المجاورين لمركز الردم بحي رأس البويرة.. ومازالوا ينتظرون.