طالب سكان قرية أولاد بوزيد، التابعة إداريا لبلدية الميلية بجيجل، بتحويل مفرغة القمامات الرئيسية من منطقة بلارة إلى مكان آخر بعيدا عن السكان، وهذا بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم بفعل انتشار الدخان والروائح الكريهة المصاحبة لها، ناهيك عن الأضرار التي لحقت بحيوانات المنطقة، لاسيما الأبقار التي صارت تتغذى على فضلاتها، وهو ما يطرح تساؤلا عن مدى صحة حليبها. حسب تصريح عدد من مواطني القرى المذكورة ل”الفجر” فإن ممثليهم قد اتصلوا برئيس البلدية في العديد من المرات، قصد إيجاد حل لمشكل المفرغة البلدية التي أقيمت مند عدة سنوات في حي تانفدور، ولما اشتكى سكانه من تلوث بيئة المنطقة لم يجدوا من الحلول السهلة إلا تحويلها إلى منطقة بلارة المحاذية لقرية أولاد بوزيد والشرفة، وفي هذا السياق أبرزت ذات المصادر أن شبان ضواحي الميلية الغارقين في أوحال البطالة كانوا ينتظرون من المجلس البلدي الحالي أن يجتهد في توفير مناصب عمل وتخفيف حدة البطالة من خلال جلب الاستثمار وإقناع السلطات العليا في البلاد من أجل الإسراع في تنشيط منطقة بلارة ذات الموقع الإستراتيجي، إلا أنه استغل تماطل الدولة في إيجاد حل للمنطقة الصناعية بلارة لكي يحول بعض أجزائها المترامية الأطراف إلى مفرغة عمومية تجلب إليها قمامات كل أحياء البلدية. انشغال سكان القرية نقلناه إلى رئيس بلدية الميلية، الذي طمأن في تصريح ل”الفجر”، المحتجين أن اختيار بلارة لتفريغ قمامات جميع أحياء البلدية هو بمثابة حل مؤقت. وفي هذا السياق وعد مواطني القرى المذكورة سالفا أن البلدية ستستفيد قريبا من مركز للردم التقني، حيث وصلت الأشغال إلى نسبة متقدمة في إنجازه بمنطقة زرزور، المركز سيستقبل قمامات كل البلديات الشرقية للولاية جيجل. يشار إلى أن منطقة بلارة قد تحولت حاليا إلى مرتع للفضلات والنفايات، وكذا فضاء محبذ للسكارى من كافة الأعمار، وليس أدل على ذلك من زجاجات الخمر الفارغة التي صارت تغطي مختلف جهات المنطقة. كما وجد مواطنو المدينة، وخاصة الشبان منهم، ضالتهم فيها في ممارسة الرياضة عبر العديد من المساحات الخضراء المغطاة بالعشب الطبيعي، وهذا في انتظار استغلال منطقة بلارة في الأغراض الاستثمارية التي أنشئت لأجلها، حيث علمت “الفجر” من مصادر موثوقة أن المنطقة قد تم اختيارها بشكل نهائي بين السلطات الوصية وشركة “رونو” لإقامة مصنع سينطلق في فترة أولية بمعدل 75 ألف سيارة ليصل بعدها حدود 150ألف سيارة، على مساحة قدرها 150 ألف هكتار، وهو ما كشف عنه وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محمد بن مرادي، لدى نزوله نهاية الأسبوع ضيفا على القناة الإذاعية الأولى.