أجمع، أمس، المشاركون في “الندوة الدولية للطوارئ”، ضد حروب الاحتلال على التنديد بجميع أشكال تدخل حكومات القوى الكبرى في الشؤون الداخلية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية. أكد ديالو عبدولاي في تدخله باسم منظمة الوحدة النقابية الإفريقية أن “القارة الإفريقية مستهدفة من قبل تدخل القوى الكبرى بالنظر إلى ثرواتها ومواردها الطبيعية”. واعتبر في هذا السياق أن شعوب العالم “تتعرض كثيرا للتضليل من خلال استخدام التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال”. وبعد أن أعرب عن معارضته لتدخل القوى الكبرى بالدول تحت غطاء “التدخل الإنساني” اعتبر نفس المتحدث أنه “حان الوقت كي يكف الغرب عن إعطاء البلدان الإفريقية دروسا في حقوق الإنسان“. ولمواجهة هذا الوضع، دعا ديالو إلى الاتحاد ضد جميع أشكال التدخل والدول الإفريقية إلى وضع استراتيجيات تنموية لاستغلال ثرواتها. من جهته، أعرب نائب الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية بتشاد بيتولوم غابريال الذي تطرق إلى تاريخ الاستعمار ببلده عن دهشته لكون القوى الاستعمارية القديمة “التي أشعلت النيران تعود إلى إفريقيا كرجال إطفاء”. وأكد في هذا الصدد أن بلاده تشاطر نفس الرؤية بخصوص الأحداث التي ألمت بالمغرب العربي وما يجري حاليا بالشرق الأوسط وتلك التي تم التطرق إليها خلال هذه الندوة. وأعرب نفس المتحدث عن تأسفه للانعكاسات على تشاد من جراء الحرب “المفروضة” على ليبيا، مشيرا إلى أن العمال التشاديين الذين كانوا بليبيا عادوا إلى تشاد “ليضافوا إلى قوائم البطالين”. كما أضاف التخوفات من تدهور الوضع الأمني بكل منطقة الساحل وتنقل “كميات كبيرة من الأسلحة القادمة من ليبيا”. من جهته، اعتبر منسق “الوفاق العمالي الدولي” والمسؤول الأول عن الحزب العمالي المستقل بفرنسا، دانيال غلوكشتاين، أن مسألة السيادة الوطنية “لم يسبق لها وأن مرت بمرحلة أصعب من تلك التي هي عليها حاليا” بسبب التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في ليبيا. وصرح منسق “الوفاق العمالي الدولي” قائلا “نحن نواجه عملا قائما على ترهيب ونهب الشعوب”، معتبرا أنه “من حق الشعوب أن تنظم نفسها من أجل التصدي لهذا الهجوم”. وفيما يتعلق بالحركات الاجتماعية التي تهز أوروبا حاليا، أشار غلوكشتاين إلى أن هذه الأخيرة ناجمة “عن حرب اجتماعية حقيقية تقودها الحكومات ضد شعوبها”. وأكد مسؤول الحزب العمالي من أجل الوحدة الاشتراكية بالبرتغال، أيريش رودريغاز أوتوان، أن حكومة بلده تقود “حربا اجتماعية” ضد الشعب باسم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي.