يستعيد معارف الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ذكريات شخصية في فيلم وثائقي عرض في مهرجان دبي السينمائي هذا الأسبوع، ويتحدثون عن سعيه للتوصل إلى معاهدة سلام إسرائيلية فلسطينية تحولت إلى أعمال عنف ولم تسفر عن قيام دولة فلسطينية. وتناقش شخصيات من الدائرة المحيطة بعرفات - الذي دخل في عملية سلام تاريخية مع إسرائيل عام 1993- منهم زوجته سهى وكذلك شخصيات إسرائيلية مثل الرئيس شمعون بيريس والنشط أوري أفنيري الذي كان على معرفة جيدة به اللحظات المثيرة للجدل في مشوار سياسي انتهى بوفاة غامضة لعرفات عام 2004. وكانت شخصيات إسرائيلية وأمريكية قد صورت عرفات الزعيم الفلسطيني الراحل باعتباره عقبة أمام إتمام محادثات السلام وأنه كان يعمل على استغلال الانتفاضة الفلسطينية التي أعقبت انهيار محادثات حيوية عام 2000. ويلتزم بيريس بهذا الرأي في فيلم (ثمن الملوك.. ياسر عرفات) للمخرج البريطاني اليهودي ريتشارد سايمونز والذي عرض في مهرجان دبي الدولي السينمائي ويتحدث فيه أصدقاء عرفات عن لحظات شخصية. يقول بيريس عن عملية السلام التي تأسست بموجبها السلطة الفلسطينية "بدونه لم نكن لنبدأ.. ومعه لم نتمكن من الانتهاء". لكن شخصيات أخرى مقربة من عرفات تشكك في تلك الآراء وتحدثت عن رجل أقدم على مقامرة هائلة نتائجها محتومة تمثلت في عملية سلام بقيادة بيريس ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين الذي اغتاله يميني متطرف عام 1995. ويسرد ناصر القدوة، ابن أخت عرفات وهو الآن المبعوث الفلسطيني للأمم المتحدة، حالة الزعيم الراحل بعد مقتل رابين. وقال القدوة أنه وجد عرفات واجما ومكتئبا عندما دخل عليه مكتبه بعد الحادث بعدة أيام.