عبّرت شريحة واسعة من سكان بلدية الرقيبة بالوادي عن استيائهم وتذمرهم الكبيرين حيال تعطّل سيارة الإسعاف الخاصة بالعيادة المتعددة العلاجات، الوحيدة على مستوى بلديتهم، والتي تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص. وحسب تصريح السكان ل”للفجر” فإن تعطّل سيارة الإسعاف كانت له عواقب وخيمة على المجتمع المحلي بعدما لم يجد المرضى من ينقلهم نحو المستشفى المركزي ووجدوا أنفسهم في مواجهة المتاعب المالية الإضافية الخاصة بنقل مرضاهم نحو المستشفيات المجاورة، بسبب نقص المعدات الصحية على مستوى العيادة متعددة العلاجات ببلدية الرقيبة. وأضاف هؤلاء أن تعطّل السيارة كانت له آثار سلبية على بعض المرضى الذين توفوا في رحلة البحث عن طبيب بالعيادات المجاورة، ونقل السكان ثلاث حالات وفيات حزينة لثلاثة أشخاص راحوا ضحية تعطل سيارة الإسعاف، أولى هذه الحالات كانت لكهل يبلغ من العمر 57 سنة تعرض لحادث مرور على مستوى أحد شوارع البلدية بعدما صدمته دراجة نارية كانت تسير بسرعة جنونية في وسط الطريق لتباغته فجأة وترميه بوسط الطريق. وقد قام السكان بنقله على جناح السرعة إلى القاعة متعددة العلاجات ببلدية الرقيبة، لكن حالته الحرجة تطلبت نقله إلى المستشفى المركزي وهنا حدثت الكارثة، بحيث لم يجد الطبيب سيارة إسعاف لنقله على جناح السرعة بعد إصابته بنزيف حاد. وأمام هذا المأزق، قام أهل الضحية بكراء سيارة خاصة ونقله نحو المستشفى المركزي، لكن طول المدة وبعد المسافة كان وراء نزيف حاد للمريض الذي توفي في طريقه نحو المستشفى. أما الحالة الثانية فكانت لشاب يبلغ من العمر 22 سنة من قرية العرفجي، أصيب بلسعة عقرب ليقوم أهله بنقله إلى العيادة المتعددة العلاجات بالرقيبة. غير أن حالته الخطيرة تطلّبت نقله إلى المستشفى المركزي، لكن انعدام سيارة الإسعاف كان سببا في هلاك الشاب الذي لفظ هنالك أنفاسه الأخيرة. أما الحادث الثالث فكان لشاب في عقده الثاني أصيب بنزيف حاد على مستوى البطن نتيجة إصابته بطعنة خنجر تعرض لها من طرف صاحبه وهما في حالة سكر. وقد كان تأخر سيارة الإسعاف سببا مباشرا في وفاته بسبب النزيف الحاد والكبير الذي تعرض له، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة هنالك في قاعة المتعددة العلاجات بالرقيبة. وأثارت هذه الأحداث جدلا كبيرا في أوساط سكان بلدية الرقيبة الذين تولّد في نفوسهم إحساس بالحقرة بسبب التهميش الممارس من طرف السلطات الوصية التي لم تكلف نفسها عناء تصليح سيارة الإسعاف الوحيدة بالعيادة المتعددة العلاجات ببلدية الرقيبة ونقل السكان تخوفهم من أن تكون لهذا الأمر انعكاسات خطيرة على باقي المرضى بهذه العيادة، مطالبين في سياق ذلك مصالح الصحة بضرورة منحهم سيارة إسعاف ثانية لتفادي مثل هذه المشاكل. وأضاف السكان أنهم نقلوا أكثر من مرة هذا المشكل للسلطات المحلية لكن دون جدوى. وتخوف هؤلاء من أن يتسبب هذا الأمر في حدوث عواقب وخيمة على المجتمع بأسره، خاصة وأن الكثير من المرضى وذويهم لم يعد يتحمّل هذا الوضع السلبي الذي ينذر باحتجاج وشيك لسكان بلدية الرقيبة بالوادي.