منعت قوات مكافحة الشغب الأساتذة المتعاقدين من الوصول إلى رئاسة الجمهورية وفرقتهم في كل الاتجاهات واعتقلت 42 أستاذا وأستاذة، ما جعل المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين يندد بالممارسات القمعية، ويعقد اجتماعا طارئا بدار النقابات، خلص إلى إعادة الاعتصام اليوم أمام قصر المرادية ولكن بعدد أكبر من المحتجين. يبدو أن خرجة الأساتذة المتعاقدين صباح أمس، وتوجههم إلى مقر رئاسة الجمهورية للاعتصام والاحتجاج على مطالبهم، التي لم تؤخذ بعين الاعتبار من طرف وزارة التربية الوطنية، التي لم تقدم لهم سوى الوعود فقط، عرفت مواجهات بين هؤلاء وقوات مكافحة الشغب التي حاصرت قصر المرادية وأغلقت كل المنافذ، الطرق، والشوارع المؤدية إليه في خطوة منها لإجهاض أي حركة أو فعل نقابي الغرض منه إسماع صوت من يطالبون بحقهم في الإدماج تبعا لقرار رئيس الجمهورية الصادر شهر مارس 2011 لكن دون جدوى. حيث وجد الأساتذة المتعاقدون صباح أمس في حدود الساعة العاشرة قوات مكافحة الشغب وأفراد الشرطة بالزيين الرسمي والمدني في انتظارهم، قصد منعهم من التقدم نحو مبنى الرئاسة، وتوزعت سيارات الشرطة والحافلات والشاحنات عبر عدة منافذ، وأحكموا بغلق الطريق الرئيسي المؤدي إلى “الغولف” تحسبا لأي طارئ. وأوضح المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين “أن أفراد الأمن منعوا قرابة 100 أستاذ من التقدم إلى مقر رئاسة الجمهورية من أجل إيصال صوتهم وانشغالاتهم إلى القاضي الأول في البلاد لإنصافهم وإعادتهم إلى مناصبهم التي فصلوا منها تعسفا وحرموا من حقهم في التوظيف وممارسة مهنة التدريس التي قضوا فيها سنوات منهم من فاقت خبرته 15 سنة، وآخرون بين 9 و8 سنوات لكن انقضاء الأعوام والظروف التي كان يمارس فيها الأساتذة عملهم لم تغير شيئا في موقف الوزارة الوصية ولا حتى السلطات العمومية التي أدارت ظهرها لهم بل زادت من محنتهم بإحالتهم على الرصيف وركوب موجة البطالة المحتومة”. وندد المكتب الوطني للأساتذة المتعاقدين في تصريح لرئيسه، الأستاذ قواسمية موسى، في رد فعل أولي على المعاملة التي قابلت بها قوات مكافحة الشغب المحتجين، حيث قال “تم اعتقال 42 أستاذا وحرمنا حتى من الوقوف أمام الرئاسة، والسبب أننا لما طرقنا جميع الأبواب وجدناها موصدة في وجوهنا فلم يبق لنا سوى رئيس الجمهورية فتوجهنا إليه، حتى نبلغه انشغالاتنا ومطالبنا ونحن ندعوه أن يقف بجانبنا في قضيتنا حتى يتم إدماجنا”. في ذات السياق، أكد المتحدث، تمسك الأساتذة المتعاقدين بمطلبهم “الإدماج دون قيد أو شرط” لأنه حقهم وحق باقي الزملاء، مجددا دعوته إلى الاحتجاج اليوم أمام مقر الرئاسة على أن يكون العدد كبيرا، في انتظار التحاق الزملاء من باقي الولايات، معلنا أن اجتماعا طارئا عقد أمس بدار النقابات جمع ممثلي 36 ولاية وخلص إلى قرار موحد وهو إعادة الاعتصام أمام قصر المرادية.