يزور أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، تونس في الرابع عشر من الشهر المقبل لحضور الاحتفالات بالذكرى الأولى لانتصار الثورة التونسية، فيما تصاعدت موجة الانتقادات في تونس لما اعتُبر تدخلا من الدوحة في شؤون البلد. وأكدت مصادر تونسية إعلامية نقلا عن أخرى مطلعة أن “النهضة” التي تقود حكومة ائتلافية منذ الثالث والعشرين الجاري اتفقت مع الحكومة القطرية على أن يزور أمير قطر تونس في الذكرى السنوية الأولى لهروب الرئيس زين العابدين بن علي في مطلع السنة الماضية، إلى جانب رؤساء دول أخرى لم يتسن تحديدها. وكان مقررا أن يزور أمير قطر تونس في يوم تسلم أعضاء المجلس الوطني التأسيسي مواقعهم، إلا أن تعالي الأصوات الرافضة للزيارة حمل الجانب التونسي على طلب إرجائها. وكان رئيس حركة “النهضة”، الشيخ راشد الغنوشي، زار الدوحة الشهر الماضي والتقى أمير البلاد وعددا كبيرا من المسؤولين وشكر قطر على الدعم الذي قدمته للثورة التونسية وأعلن أن الدوحة تعتزم تقديم مساعدات للحكومة المنبثقة عن الانتخابات. وتسلمت الحكومة الجديدة التي يقودها أمين عام “النهضة”، حمادي الجبالي، أمس الاول، مهامها من حكومة الباجي قائد السبسي الذي شدد على ضرورة المحافظة على أركان الدولة أيا كانت الأحزاب المتعاقبة على الحكم، فيما حذر الجبالي من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه حكومته، وحض القوى السياسية على التكاتف “لأن الجميع يجلسون في مركب واحد فإذا ما غرق خسر الجميع وإذا ما تقدم كسب الجميع أيضا”. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن رئيس الوزراء المستقيل الباجي قائد السبسي يعتزم الانضمام إلى المعارضة وإطلاق حزب سياسي وسطي جامع للأحزاب المعتدلة في مواجهة “النهضة”. ويوجد ما لا يقل عن عشرة أحزاب متوسطة وصغيرة الحجم في المجلس التأسيسي يمكن أن تشكل قوة موازنة لحركة “النهضة” التي تسيطر على 89 مقعدا من مقاعد المجلس البالغ عددها 217 مقعد. ورجحت مصادر إعلامية أن يطلق قائد السبسي على حزبه اسم “حزب الزيتونة” في إشارة إلى علاقة التونسيين العريقة بالأرض والزراعة.