انطلقت، أمسية أول أمس، بمتحف السينما الجزائرية بالعاصمة فعاليات دورة السينمائيين الجزائريين المكونين ببلجيكا والتي يشرف عليها المخرج براهيم تساكي ونجله حبيب، بتسليط الضوء على مجموعة أفلام تساكي، حيث كانت البداية مع أفلام الأبيض والأسود بعرض فيلمه السينمائي القصير “محطة الفرز” الذي أنتج سنة 1975. يعالج الفيلم، الذي كتب سيناريوه قدور نعيمي وأنتجه معهد فنون البث وميدياديفيزيون، مسألة التوجيه المدرسي الخاطئ وغير المؤسّس الذي يتعرض له التلاميذ خلال مشوارهم الدراسي، وينتقل المخرج بالمشاهد قرابة 20 دقيقة من خلال العمل الى مدرسة متوسطة في بلجيكا أين تنهار أحلام طفل توسم في مواصلة مشواره الدراسي كغيره من بني جيله عندما تفاجأ بتوجيهه الى مركز التكوين المهني. ونتيجة الصدمة، يقوم باختطاف المسؤول الأول عن الشرطة في المدينة، وبعد الأخذ والعطاء في محاولة البحث عن خلفية هذا التوجيه الذي اعتبره غير عادل في حقه. وأمام الإحباط وخيبة الأمل الاذين واجهاه، لم يجد بُدًا في نهاية المطاف من اختيار الانتحار كحل نهائي لمأساة كان السبب الأول فيها نظام توجيه مدرسي حرمه من تحقيق حلمه في إكمال مشواره الدراسي كما حرمه من حقه في العيش. وعقب العرض، فتح المجال للنقاش والحوار أمام الجمهور حول العديد من النقاط المتعلقة بالصناعة السينمائية وتقنيات التركيب السينمائي، حيث أجاب براهيم تساكي عن أسئلة الحضور التي تنوعت بين الحديث عن تقنيات الصناعة السينمائية الحديثة وسينما الأبيض والأسود، وكذا تقنيات التركيب السينمائي وكتابة السيناريوهات، كما تحدث المخرج عن تجربته في بلجيكا وخاض في مسألة القطيعة التي عاشها الجزائريون في السنوات الأخيرة مع دور السينما والتي لعب فيها التلفزيون الدور الأكبر، مركزا على ضرورة المواصلة في تنظيم مثل هذه الدورات السينمائية التي تفتح المجال أمام احتكاك الجيل الصاعد بالصناعة السينمائية، خاصة وأن الحضور مثّل فيه الشباب الأغلبية الساحقة الى جانب بعض المهتمين بالشؤون السينمائية في الجزائر. من جهتها، نبيلة رزايق، رئيسة دائرة السمعي البصري والسينما بالوكالة الجزائرية للإشعاع الوطني قالت إن المبادرة تعتبر فرصة لتقريب الجيل الجديد من الصناعة السينمائية، وأضافت أن توقيت الدورة الذي تزامن مع العطلة الشتوية كان متعمَدا وذلك لتمكين بالدرجة الأولى طلبة المعهد الوطني للسينما ببرج الكيفان من حضور الدورة وغيرهم من شريحة الشباب من الطلبة الجامعيين والثانويين، خاصة وأن الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي تلقت قبل مدة طويلة العديد من طلبات المشاركة على موقعها الإلكتروني.