ثمن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، موقف الجزائر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مترجمة ذلك بالتزامها المالي والتكويني تجاه السلطة الفلسطينية من أجل بناء مؤسسات دولتها العتيدة. وقال المالكي في ندوة صحفية مشتركة مع وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، عقب محادثات بين الجانبين بمقر الوزارة إن زيارته للجزائر التاريخية “تترجم الرغبة الحقيقية والتوجيهات الصادقة من قيادة البلدين في تطوير العلاقات وتثمينها بشكل أفضل لصالح الجزائروفلسطين ومن ثم لصالح الوضع العربي برمته، ومشاركتنا كدول فاعلة في منظومة العالم من أجل حفظ السلم والأمن”. كما أعلن مراد مدلسي الخميس أن الجزائروفلسطين قررتا إبرام اتفاق بين وزارتيهما للشؤون الخارجية للسماح للبلدين بالتشاور المستمر لاسيما حول العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن هناك تشاورا لإنشاء لجان قطاعية أخرى تعمل من أجل ترقية التعاون القطاعي في مختلف المجالات منها الفلاحة والثقافة، لاستكمال التعاون الموجود في قطاعي التكوين والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي. وسجل السيد مدلسي “تقدما إيجابيا في موضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية”، مشيدا أيضا بالنجاحات التي شهدتها القضية على المستوى الأممي، لاسيما انضمام فلسطين إلى عضوية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة. وجدد الوزير دعم الجزائر للقضية الفلسطينية ماديا وسياسيا باعتبارها عضو في لجنة مبادرة السلام العربية، التي قال إنها مرجعية لتسوية النزاع. وحذر وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني من خطورة الوضع الذي تعيشه مدينة القدسالمحتلة جراء الممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها وإفراغها من سكانها المقدسيين، معتبرا أن الوضع يستدعي عقد قمم طارئة على المستويين العربي و الإسلامي، مشيرا إلى وجود خطة إسرائيلية أطلق عليها اسم “خطة العشرين عشرين” غايتها الانتهاء مع نهاية سنة 2020 من تهويد المدينة المقدسة بشكل كامل وإخراج أكبر عدد ممكن من سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين. وأكد رئيس الديبلوماسية الفلسطيني “وجود تطابق كامل بين الجزائروفلسطين في الرؤية والتشخيص وفي الموقف السياسي وفي قراءتنا للأحداث التي تمر بها منطقتنا العربية وما يحدث على المستوى الفلسطيني والعربي والعالمي”، وتطرق السيد المالكي بالمناسبة إلى تهديدات الكونغرس الأمريكي بقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينة المقدرة ب 770 مليون دولار سنويا وأكد أنها ستؤثر بشكل كبير.