يتواصل وإلى غاية الثامن عشر من الشهر الجاري بقصر رياس البحر بالعاصمة المعرض الجامعي للفنون التشكيلة الذي نظمته الجمعية الثقافية لأحباب الفنانة فضيلة دزيرية بالتعاون مع مركز فنون وثقافة لقصر رياس البحر. ويشارك في المعرض الذي انطلق بحر هذا الأسبوع عديد الرسامين التشكيلين من مختلف ولايات الوطن على غرار وهران، تيزي وزو، والعاصمة وفي مقدمتهم فرح لادي وسهام فريحة، إلى جانب فنانين آخرين قدموا من بعض الدول العربية، هذا وتزينت أروقة المعرض بباقة ثرية من اللوحات الفنية قدرت ب 50 لوحة فنية متنوعة، رسمتها أنامل إبداعية أبرزت في طيات مواضيعها المختلفة مدى حبها لهذا الفن الراقي الذي تهدف من ورائه إلى الحفاظ على التراث الجزائري المادي وغير المادي لا سيما التراث الثقافي والشعبي الذي يميز منطقة العاصمة عن باقي المناطق الأخرى من الوطن، وكذا إبراز فن المخطوطات الإسلامية المتوارث جيلا بعد جيل، وهو ما جسدته لوحات الفنانة التشكيلية سهام فريحة عبر أربع لوحات متميزة، رسمت من خلالها تشكيلة راقية لامست عبرها عديد الجوانب التي تخص الجانب الإسلامي والديني، حيث وصفت أناملها الحضارة الإسلامية المتعلقة بفن الخط بوصف دقيق رحلت به إلى عالم روحاني وصوفي جميل، مستعملة في ذلك آيات قرآنية ومفردات من المصحف الكريم للتعبير عما تحمله هذه الحضارة من ثراء وتنوع سيستمر إلى عدة قرون من الآن، ناهيك عن إبراز مدى جمالية لغتها وحلاوة كلماتها، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تطرقت إليها ضمن جملة من اللوحات على غرار لوحة المحراب التي بينت الهندسة المعمارية الإسلامية الفريدة من نوعها للمساجد في العالم، وبدورها عبرت الفنانة التشكيلية فرح لادي في رسوماتها المتمثلة في "النقش على الزجاج" بطريقة أنيقة استعملت فيها تقنيات حديثة وعصرية تمكنت بواسطتها أن تضيء جوانب عامة من عمق التراث الجزائري المادي والشعبي الذي ينتشر في ربوع الوطن، حيث صورته بصورة تجريدية تسر الناظرين وتدفعهم إلى التأمل وتحريك الخيال نحو المعرفة واكتشاف الفن الجزائري، كما اختزلت هذا الإبداع العصري في مجمل لوحاتها التي رسمتها عن أشياء وأدوات تقليدية وبسيطة تتعلق بالحياة اليومية للجزائريين، ومنها الزرابي والفخار الذين شكلا موضوعا للوحاتها بهذا المعرض.