تتواصل وإلى غاية الرابع من الشهر القادم بقصر الثقافة ”إمامة” بتلمسان فعاليات المعرض الخاص بالأسبوع الثقافي لولاية تيبازة، الذي انطلق، أول أمس، على هامش افتتاح المهرجان المغاربي للموسيقى الأندلسية في طبعته الرابعة، الذي نظم في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. يضم المعرض الذي حضرت به مدينة تيبازة ثلاثةأاصناف من اللوحات الفنية المتنوعة بين الصور والرسومات غاية في الأناقة والجمال، تعبر عن تراث المنطقة وأعلامها لمختلف بلدياتها على غرار القليعة، شرشال وبلدية تيبازة، كاشفة ما رسمته أنامل الفنانين وما التقطته عدسات كاميراتهم عن الموروث الثقافي والحضاري الذي يصور تاريخ المنطقة الساحلية عبر القرون والعصور مختزلة ثقافة واسعة من تاريخ الجزائر الكبير في شتى المجالات والألوان الفنية. فكان من بين اللوحات والأشكال الفنية التي قاربت ال20 لوحة صورا عبّرت عن المناطق التاريخية للمدينة الأثرية لتيبازة تمثلت في الأبواب العتيقة التي تتسم بالضخامة والجمال في نفس الوقت، إلى جانب مشاهد لا تقل رونقا للقصور ذات الهندسة الإسلامية والعربية التي يعود تاريخها إلى حقب تاريخية مختلفة ومتعددة كالفترة الرومانية والعثمانية، بالإضافة إلى إبداعات فنية أخرى تختزل الإسهام الكثير لأبناء المنطقة وشيوخها ورموز الموسيقى الأندلسية في إعلاء هذا الفن النبيل بين مصاف الشعوب العاشقة له، فصورت شباب الفرق الموسيقية والأوركسترا السنفونية التيبازية في ثلة من الصور العتيقة والقديمة التي احتضنت ثلاثية الإبداع، الثقافة والتراث وهي تعزف على أوتار الآلات الموسيقية بقيادة مشايخها وأساتذتها بنوع من الجدية والفخر في الأداء. كما ضم رواق المعرض لوحات تشكيلية رسمت طبيعة الساحل البحري لهاته المنطقة الخلابة وبعضا من رواد البحر من قباطنة وبحارين في عرض مياه المتوسط مشكّلة تزاوجا بين الإنسان والبحر ومبرزة في طياتها الخفية جوانب من السيطرة الجزائرية على الساحل المتوسطي، حيث استطاعت هذه المدينة من خلال ما قدمته في معرضها أن تجلي أهمية كبيرة لثلاثية مزجت بين تاريخ الآثار والموسيقى الأندلسية والبحر.