لا تزال العديد من الطرقات الفرعية تعاني النسيان والتهميش على مستوى تراب ولاية البيض، على الرغم مما تمثله من أهمية بالغة لمستعمليها الذين يعتبر غالبيتهم من الموّالين والفلاحين وقاطني المناطق النائية والمعزولة على مستوى البيض، خاصة بعد انتشارها عنكبوتيا بالمناطق الوعرة. وحسبما صرّح به السكان، فإنهم يعانون الأمرّين في التنقل والوصول إلى نقاط تنقلاتهم سواء في التوجه لعاصمة الولاية أو القدوم منها، زيادة على ما تقلّصه من مسافات كيلومترية على المسافرين والتي تصل إلى نصف المسافة. غير أن ما ينغص على عملية التنقل هو أن جل هذه الطرق أو المسالك – إذا صح التعبير- غير مسجلة تماما ضمن أجندة مديرية الأشغال العمومية، فهي عبارة عن مسالك تقليدية أو طرق بلدية تعجز البلديات التابعة لها حتى عن مجرد ترقيعها وصيانتها بعد ما لحقتها من أضرار جراء العوامل الطبيعية وكثرة الاستعمال المروري. ومن بين هذه المسالك أو الطرق، طرق يصل عمرها إلى الحقبة الاستعمارية على غرار طريق ببلدية الشلالة يربطها بمدينة المشرية. وهي عبارة عن طريق التفافي على مسافة 56كلم يسمى “طريق صراط الخيل” والذي كانت تستخدمه السيارات العسكرية الفرنسية إبّان الفترة الاستعمارية قبل خمسينيات القرن الفارط والتي تبقى آثارها لغاية اللحظة بعد استعمالها مجددا من طرف موّالي المنطقة في تنقلهم إلى مدينة المشرية، خاصة وأنه يختصر مسافة تصل إلى 44 كلم تقريبا عوض العبور على الطريق الوطني رقم 47 على مسافة 100 كلم. ما جعل الطريق من الأهمية بمكان في بعث الروابط الاجتماعية التي تربط ساكنة الشلالة بجارتها المشرية، إذ أن غالبية سكان بلدية الشلالة (نسبة 80٪) تصلهم قرابات اجتماعية منذ قرون لغاية اليوم، خاصة بالنسبة لسكان قصر الشلالة العتيق الذين هجر عدد كبير منهم إلى مدينة المشرية بعد دخول المستعمر الفرنسي وتسمية فندق المشرية الكبير على بوابة القصر باسم “تيشرافين”. وترجع أهمية الطريق أيضا إلى عوامل أخرى صحية منها قربه من المستشفى وكذا تواجد أطباء المشرية المشهورين بالجهة خاصة الاختصاصيين منهم، وهو العامل الصحي الغائب تماما عن ولاية البيض؛ ناهيك عن العوامل التجارية والاقتصادية وحتى الجغرافية لربطه أربع بلديات بمدينة المشرية، ويتعلق الأمر ببلديات الشلالة، الأبيض، بوسمغون واربوات بالنظر لما تحتويه المشرية من إمكانيات وتوفرها على مطار، سكة القطار وتنمية اقتصادية معتبرة. وأكد لنا مصدر من الجهة أن بلدية الشلالة قامت باقتراح الطريق في مناسبات عدة على مديرية الأشغال العمومية قصد تسجيله ضمن مشاريعها المستقبلية، إلا أنها لم تتلق الرد لغاية اليوم. علما أن طريق القرن الذي يلوح في الأفق المتمثل في طريق تيميمون بريزينة الذي يعبر العرق الغربي للوطن من شأنه ربط الصحراء بالشمال على مسافة قريبة من طريق بشار وهو يعتبر بمثابة مشروع القرن بولاية البيض في مجال النقل والأشغال العمومية والذي تعكف علىه السلطات المحلية.