فتحت التصريحات الأخيرة التي أطلقها عبد الجليل حول إمكانية انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية المجال واسعا لأن تستغل واشنطن مسألة “حماية المدنيين” للتدخل العسكري في ليبيا، حيث عرضت واشنطن التدخل عسكريا لمساعدة الانتقالي الليبي في “حماية الليبيين من حرب أهلية”. يبدو أن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين عدد من عناصر الثوار داخل العاصمة الليبية طرابلس قد فتحت شهية واشنطن للتدخل مرة أخرى في ليبيا، حيث عرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها، فيكتوريا نولاند، تقديم المساعدة العسكرية للمجلس الانتقالي الليبي للمساعدة في تنظيم المليشيات المسلحة وضمها في إطار الجيش الليبي. ويذكر أن الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين الثوار في طرابلس قد أسفرت عن مقتل 4 وجرح 5 أشخاص أثارت قلق الكثير من المحللين السياسين بأن الشعب الليبي في طريقه لإضاعة ثورته وذلك بعد أن دخل الثوار في مواجهات مسلحة ودامية فيما بينهم قد تنتهي باستعمار جديد أو تدخل قوات أجنبية برية على الأرض الليبية إن استمر الاقتتال بين الثوار. ويذكر أن فيكتوريا نولاند كانت قد دعت المجلس الانتقالي الليبي إلى تأسيس قوة عسكرية مركزية تفرض سيطرتها على باقي المليشيات المسلحة وترغمها على ترك سلاحها أو الانضمام إلى صفوف الجيش الليبي بشكل رسمي ومنظم، وقالت إن الولاياتالمتحدة على استعداد لتقديم يد العون والمساعدة في حال طلبت السلطات الليبية ذلك رسميا. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، حذر من خطورة انزلاق البلاد إلى حرب أهلية عقب اندلاع اشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس بين مجموعات مسلحة، ذهب ضحيتها أربعة قتلى وعدد من الجرحى. وقال عبد الجليل، في تجمع في مدينة بنغازي، شرق البلاد، نهاية الأسبوع الفارط، إن هناك خيارين كلاهما مر. وأضاف إن الخيارين هما إما التعامل مع تلك الاشتباكات بحزم ووضع الليبيين في مواجهة مسلحة، وهو أمر غير مقبول، أو الانقسام فتقوم حرب أهلية. وتابع إنه في حالة عدم توافر الأمن، لن يسود القانون ولن تحدث تنمية ولن تجرى انتخابات، مشيراً إلى أن الناس يأخذون حقوقهم بأيديهم. وبدأ المجلس الوطني الانتقالي خطوات لتشكيل جيش كامل وقوة شرطة تتولى المهمة الأمنية في ليبيا من الميليشيات. لكن عبد الجليل أقرّ بأن التقدم بطيء للغاية. وقال إن الأمن منعدم لأن المقاتلين لم يسلّموا أسلحتهم على الرغم من الفرص التي أتيحت لهم من خلال المجالس المحلية. وتابع بأن الاستجابة ضعيفة حتى الآن، وإن المقاتلين ما زالوا يتمسكون بأسلحتهم. وقادت الميليشيات، التي تشكلت من البلدات المختلفة ومن مختلف المعسكرات الإيديولوجية، الانتفاضة التي استمرت تسعة أشهر بتدخل من حلف شمال الأطلسي لإنهاء حكم القذافي الذي استمر أكثر من 40 عاماً.