حذر رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل أمس، من انجرار الليبيين في حرب أهلية، موضحا في مؤتمر ببنغازي ”أنا أحذر الليبيين من حرب أهلية”· وجاءت تصريحات عبد الجليل في أعقاب الاشتباكات التي جرت قبل يومين في العاصمة طرابلس بين ثوار من المدينة وثوار من مدينة مصراتة· وتضاربت البيانات حول ملابسات تلك الاشتباكات التي أدت لمقتل ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين، حيث قال عبد الجليل إن الاشتباكات بدأت بعد أن اقتحم مسلحون مستشفى في منطقة الزاوية لإخراج طبيب كان يؤدي عمله في المستشفى· وألمح عبد الجليل في تصريحات نقلتها عنه قناة ”العربية” لعجز الحكومة عن ممارسة مهامها بقوله إن ”الحكومة تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول إليه”· وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن الاشتباكات بدأت بعد توجه قوة من الجيش لمبنى الاستخبارات في طرابلس وطلبت من مجموعة من ثوار مصراتة إخلاء المبنى، مما أدى إلى اندلاع قتال بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة· وأوضحت تقارير متطابقة أن الهدوء الحذر يخيم على طرابلس بعد توقف الاشتباكات بواسطة من بعض شيوخ القبائل· وتشهد العاصمة الليبية ومدنا أخرى اشتباكات متقطعة من وقت لآخر بين فصائل من الثوار منذ القضاء على نظام العقيد القذافي· وفي الأثناء، قام رئيس المجلس الوطني الانتقالي مساء أول أمس، بتعيين وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية العقيد يوسف المنقوش رئيسا لأركان الجيش الليبي في خطوة اعتبرها كثيرون تحركا ملموسا لبناء جيش ليبي جديد يكون ولاؤه للوطن والشعب
ويمهد الطريق لتشكيل جيش منظم· وفي صفحته على ”الفيسبوك”، أعلن عضو المجلس الانتقالي عن طرابلس عبد الرزاق العرادي أن المجلس قام باختيار المنقوش ”بعد مخاض عسير”، حسب وصفه، مؤكدا أن هذا المنصب هو أعلى رتبة في أعراف الجيش، حيث تمت ترقية المنقوش من رتبة عقيد إلى رتبة لواء· وقالت وكالة ”رويترز” إن تعيين المنقوش جاء في الوقت الذي قتل فيه أربعة مقاتلين في مواجهات مسلحة بين كتائب الثوار في طرابلس وهو ما يؤكد التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة في السيطرة على كتائب الثوار التي أطاحت بنظام القذافي·
من ناحية أخرى، أعربت الحكومة الأمريكية عن قلقها من المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة طرابلس، مجددة عرضها للمساعدة في دمج الثوار في قوات الجيش الوطني الليبي·
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن ”بعض المواجهات تواصلت، هذا الأمر يثير القلق لدينا، ومنذ فترة طويلة ندعم خطط السلطات المركزية في طرابلس لإرساء قوة مركزية”، مضيفة ”منذ البداية، قلنا انه إذا ما كانت هناك مطالب محددة تأتي من الحكومة الليبية للولايات المتحدة والحلف الأطلسي بشأن طريقة المضي قدما بهذه العملية، فإننا على استعداد لدعمهم”·