عادت الاحتجاجات، أمس، لتخيم من جديد على عدة ولايات من الوطن، متسببة في إحداث خسائر مادية وإصابات وسط المواطنين خلال مواجهاتهم مع قوات مكافحة الشغب، خاصة وأن هذه الاحتجاجات التي قامت بسبب عدم الرضا عن طريقة توزيع السكنات أو زيادة تسعيرة النقل أو مشاكل اجتماعية لازالت تطبع حياة أغلب الجزائريين بعد مرور عام وثلاثة أيام على تاريخ أحدث "السكر والزيت" التي حدثت بداية السنة الفارطة، وكادت أن تدخل البلاد في دوامة، خشي العباد أن تعيدهم إلى سنوات الأزمة. بسبب التلاعب بقائمة السكن الاجتماعي وإقصاء قاطني البيوت الهشة احتجاجات السكن تغلق أبواب الأغواط لليوم الخامس لاتزال الفوضى تعم مدينة الأغواط التي تشهد حالة شلل على جميع الأصعدة بسبب الاحتجاجات التي فجرها طالبو السكن الاجتماعي منذ أزيد من 5 أيام، اعتراضا على عملية إعادة الإسكان التي تتم خلال هذه الأيام في غموض والتي شملت قائمة جديدة، متهمين المسؤولين المحليين بالولاية بالتلاعب بالقائمة المعدة خلال العام 2007، تأتي اتهامات المحتجين بمدينة الأغواط عقب التلاعب بقائمة المستفيدين التي تم إعدادها وفق إحصائيات العام 2007 - حسب ما يؤكده المواطنون الذين تنقلوا لمقر "الفجر" لإسماع مشكلهم -المتعلقة بإقصائهم من عمليات الترحيل التي تتم خلال هذه الأيام في ظروف غامضة، حيث يعاد إسكان أصحاب القائمة الجديدة في جنح الظلام أو عند الفجر، لتجنب أي عرقلة من سكان الأحياء القاطنة في سكنات هشة منذ سنوات طويلة جدا توارثتها عدة أجيال على غرار المنازل الهشة المنتشرة بكل من حي الغربية والصفاح ومبارك الميلي وشارع الحجاج. وتم تصنيف هذه السكنات في دائرة الخانة الحمراء من قبل مصلحة المراقبة التقنية للبنايات لولاية الأغواط، إلا أن قاطنيها لم يستفيدوا من عملية الترحيل حيث تم استبدالهم بالقادمين الجدد إلى الولاية الذين قاموا بتشييد منازل قصديرية منذ شهور قليلة، وهاهم يرحلون خلال هذه الأيام -حسب المتحدثين- الذين يؤكدون بأن هؤلاء المستفيدين من السكن هم غرباء عن مدينة الأغواط وعن الولاية كاملة، بل بلغت الأمور درجة مقايضة السكنات بالمواشي من قبل هؤلاء المستفيدين على حد تعبير المحتجين الذين يؤكدون بأن المستفيدين من السكنات هم من البدو ويقومون بمقايضة المواشي بالشقق، في اتهام صريح لمسؤولي وإطارات الولاية المحليين بدءا من البلدية والدائرة وصولا إلى الولاية. وبعد التلاعب بقائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية، قام المحتجون بشل مدينة الأغواط بشكل نهائي وعلى جميع الأصعدة من خلال قطع الطرقات ووقف النقل وغلق المؤسسات وغيرها من مظاهر الاحتجاج، آملين أن يصل صوتهم إلى رئاسة الجمهورية لإنصافهم.