سكان " البلاص دارم " يحتجون أمام الدائرة للمطالبة بالترحيل قام صبيحة أمس الإثنين العشرات من أرباب العائلات القاطنة في سكنات آيلة للإنهيار تقع بالمدينة القديمة بضاحية " البلاص دارم " بحركة إحتجاجية أمام مقر دائرة عنابة ، طالبوا من خلالها بضرورة الحصول على توضيحات من السلطات المحلية بشأن وضعيتهم الراهنة سيما و أن فصل الشتاء على الأبواب و مشكل إنهيار الأسقف و الجدران سيطرح من جديد، مع إلحاحهم على مطلب الترحيل الفوري من المساكن الهشة التي يقيمون فيها، سيما و أن مصالح الدائرة كانت قد كشفت منذ نحو شهر عن قائمة ضمت 160 مستفيدا من حصة سكنية أولى، تندرج في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، و المحتجون كانوا خارج هذه القائمة. هذا الاحتجاج جاء عقب تهاطل كميات معتبرة من الأمطار على مدينة عنابة طيلة نهار أول أمس الأحد، و هي الأمطار التي أثارت مخاوف السكان، و أجبرت العديد من العائلات على قضاء ليلتهم في العراء خوفا من سقوط أسقف المنازل، سيما بعد تصاعد موجة الخوف من تسبب الأمطار في حدوث بعض التشققات في جدران السكنات القديمة لحي البلاص دارم ، مما جعل السكان يسارعون في ساعة مبكرة من فجر أمس الإثنين إلى مقر الدائرة للمطالبة بمقابلة رئيسها، على أمل الحصول على وعود جديدة تخص قوائم المستفيدين و عمليات الترحيل. المحتجون حاولوا غلق البوابة الرئيسية لمقر الدائرة، إلا أن قوات الأمن تدخلت و منعت أرباب العائلات من التجمع أمام المدخل الرئيسي لمبنى الدائرة، خاصة و أن الكثير منهم حاول قطع الطريق الرابط بين وسط المدينة و ضاحية الحطاب، مرورا بمحطة المسافرين " كوش نورالدين "، مما دفع بالمحتجين إلى التجمع في الجهة المقابلة لمقر دائرة عنابة، قبل أن تقرر مجموعة منهم التوجه إلى مقر الولاية، أين كانت لممثلين عنهم محادثات مع السلطات المحلية بشأن الوضعية الصعبة التي يعيشونها، و لو أن عملية الترحيل تتم على دفعات من أجل القضاء نهائيا على مشكل السكنات الهشة بالمدينة القديمة و ضاحية لاكولون، و الباقي للأحياء التي تم إدراجها ضمن المناطق المعنية بحصة 1960 وحدة سكنية التي إستفادت منها الولاية في إطار برنامج القضاء على السكن الهش .تجدر الإشارة إلى أن السلطات المحلية لولاية عنابة كانت قد قررت منتصف الأسبوع المنقضي تأجيل الإفراج عن قوائم المستفيدين من سكنات إجتماعية على مستوى خمسة أحياء بعاصمة الولاية، و هي البرتقال، بني محافر، " عنابة مركز" ، الصفصاف، و ضاحية " البلاص دارم " بالمدينة القديمة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، في الوقت الذي ستنطلق فيه صبيحة اليوم عملية ترحيل المستفيدين من السكن على مستوى باقي الأحياء، و الذين أدرجت أسماؤهم في القوائم التي تم الإفراج عنها على دفعات خلال الصائفة المنصرمة . و لعل ما جعل سكان " البلاص دارم " يطالبون بإدراجهم ضمن برنامج الترحيل الواسع الذي ستشرع فيه السلطات المحلية لولاية عنابة بداية من اليوم، الحالة التي عايشوها ليلة الأحد إلى الإثنين، لأن تصدع جدار بناية بالمدينة القديمة دفع بالسكان إلى إعلان طوارئ قصوى، و ذلك بنزولهم إلى الشارع خوفا من سقوط البنايات على رؤوسهم، بإعتبار أن سكناتهم مهددة بالإنهيار،بسبب إهتراء الجدران والأسقف التي أصبحت آيلة للسقوط في أية لحظة، خاصة مع إقتراب فصل الشتاء ، سيما و أن العديد من التشققات تجاوزت نسبتها 90% حسب الدراسات الأخيرة التي أعدها الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة.