الجلود نصف المصنعة تسيل لعاب المهربين وتشجع على تهريب الماشية تونس وسوريا بوابتا التهريب نحو تركيا
كشفت مصادر جزائرية بتركيا، أن أرقى الصناعات الجلدية التركية التي غزت الأسواق العالمية وتستوردها الجزائر مصنعة بمبالغ خيالية مصدرها الجلود الجزائرية بمختلف أنواعها، والأمر سيان مع بعض الدول الأوروبية الأخرى وفي صدارتها إيطاليا. قالت مصادرنا إن المصانع التركية تفضل الجلود الجزائرية، لما تتمتع به الأخيرة من جودة كبيرة، حيث تستغله في صناعة الملابس والأحذية والحقائب، والأرائك وتعيد تصديره بعدها إلى مختلف دول العالم لتجني من ورائه ثروة طائلة. وقالت مصاردنا إن السوق السورية تعتبر من أشد منافسي تركيا على الجلد الجزائري لكن توتر الأوضاع الأمنية بها وتراجع الصناعة بسوريا رجح الكفة لبلد أردوغان، ما يفسر تراجع نسبة الصادرات الجلدية الجزائرية نحو سوريا العام الجاري، وازدهارها بتركيا حيث فاقت مع نهاية نوفمبر 5 مليون دولار بما نسبته 17.4 بالمائة. وحسب ذات المصادر، تعتمد عدة دول أوروبية وفي طليعتها إيطاليا على الجلد الجزائري، الذي يقتنيه أشهر النجوم عبر العالم ويسوّق باسم ماركات لا تمت للجزائر بصلة. وقالت مصادرنا إن الجلود الجزائرية لا تدخل لهذه الدول بطريقة قانونية فقط، بل يعد التهريب أحد من أهم مصادر تموينها، وتستغل مافيا التهريب توتر الأجواء بسوريا لنقل بضاعتها إلى تركيا وتونس لنقلها إلى إيطاليا، حيث تسيل العملة الصعبة لعاب المهربين. وحسب مصادر أمنية مطلعة بالشرق على صلة بملف التهريب، تعتبر تونس بوابة التهريب نحو الخارج كما هو عليه الشام لباقي المواد التي تدر ربحا وفيرا، ويعتبر الجلد نصف المصنع الأكثر استهدافا، مضيفا أن تشديد الرقابة على الحدود دفع بالمهربين إلى التواطؤ مع سكان الشريط الحدودي، مستغلين الثغرات القانونية، لتهريب الماشية للاستفادة من لحومها وجلودها. الجزائر تبيع ثروتها الجلدية وتشتري ألبسة وأحذية تهدد حياة المواطن في سياق متّصل، تضاعفت الصادرات الجزائرية من الجلود بشكل رهيب جدا خلال السنتين الأخيرتين، حيث سجلت مصالح الجمارك مع نهاية نوفمبر الماضي 6652 طن، بقيمة مالية وصلت إلى 28.6 مليون دولار، في وقت تستورد فيه الجزائر كميات معتبرة من السلع الجلدية الصينية، التي تهدد حياة المواطنين بالخطر. يتساءل الكثير من الجزائريين عن غياب استراتيجية صناعية واضحة للجلود في الجزائر تمكنها من تدعيم صادراتها الصناعية خارج المحروقات والتقليل من التبعية نحو الخارج في وجود مقومات طبيعية قادرة على النهوض بالاقتصاد الوطني، في وقت تستورد فيه ألبسة جلدية وأحذية من بعض الدول خاصة الآسيوية منها، وأكدت مصادر بمصلحة قمع الغش بإحدى ولايات الوسط، أن الأحذية الصينية وبعض الألبسة الجلدية تسبب سرطان الجلد على المدى الطويل، خاصة تحت درجة حرارة معينة، لأن هذا النوع من الجلود مصنوع من مشتقات نفطية، ما يهدد حياة المواطن. وكشف مدير الدراسات بمركز الإعلام الآلي والإحصائيات بالمديرية العامة للجمارك، ل”الفجر” أن الصادرات الجلدية بلغت نهاية شهر نوفمبر المنصرم، 6652 طن بقيمة 28.6 مليون دولار مقابل 3400 طن خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، في وقت لم تتجاوز فيه الصادرات 36 طنا خلال نفس الفترة من 2009. وتصدرت إيطاليا قائمة الزبائن ب11.2 مليون دولار بنسبة 39.21 بالمائة، تليها الهند ب6.7 مليون دولار بما نسبته 23.3 بالمائة، في حين احتلت تركيا المرتبة الثالثة ب5 ملايين دولار بنسبة قدرها 17.4 بالمائة. ورغم ما تتمتع به الجزائر من ثروات ضخمة من هذه الثرة الحيوانية، استوردت مع نهاية نوفمبر الماضي ما قيمته 1.8 مليون دولار تصدرت فيه إيطاليا القائمة ب970 ألف دولار. وينصح اقتصاديون السلطات المحلية بضرورة تدعيم قرار حظر استيراد الشيفون باستراتيجية صناعية تستغل فيها ثرواتها الطبيعية وتوجيهها لتطوير صناعتها المحلية في الألبسة الجلدية والأحذية، خاصة وأن استيراد الشيفون لا يتوقف على المنسوجات فقط، حتى تتمكن من الدخول إلى الأسواق العالمية ومزاحمة الكبار اقتصادها وبدل تصديرها لدول أخرى تصنع اسمها على حساب الجزائر.