تستضيف الجزائر العاصمة معرض " نوبة " الذي سيحط الرحال بقصر الثقافة مفدي زكريا في الفترة الممتدة ما بين الخامس عشر من الشهر الجاري والتاسع من شهر فيفري المقبل، حيث سيقترب الجمهور الواسع من الموروث الموسيقي الأندلسي المتأصل في الثقافة الجزائرية. و يحتضن قصر الثقافة طيلة هذه الفترة مختلف عوالم الفن الأندلسي من خلال معرض عنون ب”نوبة” يضم مجموعة من اللوحات الفنية التي تجسد أصالة الموسيقى الأندلسية، وتعانق الحضارة الأندلسية ببصمات فنية يختزلها التنوع بين تقديم عديد السير الذاتية لأعمدة الأندلسي الى جنب التعريف بتشكيلة الآلات الموسيقية التي طالما رافقت هذا النوع الطربي الأصيل الذي بقي شاهدا على معالم الحضارة الأندلسية التي اكتزجت بالثقافة الجزائرية وتوارثتها الأجيال. ويحاول المنظمون من خلال العرض الثقافي رسم الموروث الثقافي الأندلسي في لوحة واحدة اختير لها عنوان استلهم من الموسيقى فكانت نوبة "نوبة" المعبرة عن تناوب الموسيقيين في الأداء الذي ارتبط بالغناء في قصور الملوك والخلفاء، كما يقصد بالنوبة تلك "المتتالية المقننة من المقطوعات الصوتية والآلاتية التي تبدأ بوتيرة بطيئة". كما يقدم المعرض عبر الصور التي يضمها الحضارة الأندلسية االقادمة من بلاد الأندلس إلى جوهرة الشمال الافريقيعن طريق الرحلات التي عبرت البحر الأبيض المتوسط خلال مرحلة القرون الوسطى، وهو ما تتضمن بعض اللوحات الفنية التي ستعرض بالمناسبة والتي تتناول الحوار الموسيقي لثقافات القرون الوسطى للمحيط المتوسطي، حيث تبرز عوالم الهجرة الأندلسية الى الجزائر والتبادل الثقافي الذي عقب هذا التنقل. ويركز المعرض على الغنى الثقافي الملامس للحضارة الأندلسية بكل مميزاتها خاصة منها عذب الألحان الأندلسية الأصيلة، وعرض تشكيلة متنوعة من السير الذاتية بهدف تعريف زوار المعرض بعديد الشخصيات التي اشتهرت في مختلف المجالات الموسيقية، التاريخية والعلمية الفكرية، منها ابن باجة، زرياب، عباس بن فرناس، أحمد التيفاشي، ابن زيدون، ولادة بنت المستكفي، وغيرها من الأسماء التي رسمت صور لا تمكحى بإبداعاتها في بلاد الأندلس. كما يُعرِف العرض الجمهور العاصمي على مختلف الآلات الموسيقية التي استعملت في العزف الأندلسي ورافقت مبدعي هذا المجال على غرار آلة "القانون" وبعض النماذج عن آلات النفخ كالمزمار أو الجواق، وأشكال الآلات الإيقاعية والوترية منها الدربوكة، الطار، النقارات، الرباب، والقويطرة، ويشمل العرض أيضا مجموعة من الكتب و المخطوطات اليدوية دونها شيوخ الأندلسي منها كتاب بعنوان "الطرب الأندلسي" لسيدي أحمد سري، مخطوط يدوي للشيخ العربي بن صاري ضم مجموعة من الأشعار تتعلق بالصنعة الأدلسية، مخطوط لسيدي الأكحل، ومخطوطات أخرى ترجع الى سنة 1319 منها قصيدة سيد أحمد بن أسنهو. وتفتح أروقة المعرض المجال أما زوارها لتمنحهم فرصة التعرف على أعمدة الطرب الأندلسي الجزائري بعرض عدد من البورتريهات المرفوقة بالسير الذاتية لأسماء فنية تناوبت على حمل مشعل هذا اللون الغنائي العريق، الى جانب انفراد المعرض بتعريف الحضور على المدارس المختصة في التكوين الموسيقي الاندلسي في بعض الولاياتالجزائرية التي تشتهر بذلك منها مدارس تتواجد في كل تلمسان، قسنطينةوالجزائر العاصمة، والتي تخرجت منها أرقى الأصوات الغنائية في الجزائر على غرار خير الدين عبورة، الشيخ عبد الرحمان سكال، الحاج محمد الغفور مصطفى عبورة، مصطفى السنوسي بريكسي، ، عبد الكريم بسطانجي، عبد المومن بن طوبال، والشيخة طيطمة.