تحتضن دار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان، معرضا خاصا بالفن الأندلسي عنون ب”نوبة”، ضم مجموعة من اللوحات الفنية التي تجسد أصالة الموسيقى الأندلسية، ولامس الحضارة الأندلسية بمقاييس فنية اختصرها التنوع بين السير الذاتية لأعمدة الأندلسي والآلات الموسيقية المستعملة في هذا النوع الطربي الأصيل الذي كان ولايزال شاهدا على حواضر الأندلس والجزائر الثقافية. حاول العرض الثقافي الذي تحتضنه قاعة المعارض بدار الثقافة، أن يقدم الموروث الثقافي الأندلسي في طبق واحد، اختير له اسم “نوبة” التي تعني تناوب الموسيقيين في الأداء الذين كانوا يعرضون فنهم في قصور الخلفاء والملوك، كما يقصد بها أيضا “متتالية مقننة من المقطوعات الصوتية والآلاتية تستهل بوتيرة بطيئة”. وقد جسد المعرض عبر الصور التي ضمها الحضارة الأندلسية المهربة من بلاد الأندلس إلى الجزائر عبر الرحلات التي ميزت مرحلة القرون الوسطى، كما وضحته إحدى اللوحات التي عنونت ب”الحوار الموسيقي لثقافات القرون الوسطى للمحيط المتوسطي”، في إشارة إلى الهجرة الأندلسية. ثراء المعرض لامس الحضارة الأندلسية بكل مميزاتها، خاصة منها الطرب الأندلسي الأصيل، من خلال عرضها لبعض السير الذاتية لشخصيات اشتهرت في مختلف المجالات، منها ابن باجة، زرياب، عباس بن فرناس، أحمد التيفاشي، ابن زيدون، ولادة بنت المستكفي، وغيرها من الأسماء التي تركت بصمتها في بلاد الأندلس. كما يعرف العرض الجمهور على مختلف الآلات الموسيقية التي استعملت في العزف الأندلسي منها آلة “القانون” وغيرها من آلات النفخ كالمزمار أو الجواق، وبعض الآلات الإيقاعية والوترية منها الدربوكة، الطار، النقارات، الرباب، والقويطرة. وشمل العرض أيضا مجموعة من الكتب و المخطوطات اليدوية دونت بأنامل شيوخ الأندلسي على غرار كتاب “الطرب الأندلسي” لسيدي أحمد سري، مخطوط يدوي للشيخ العربي بن صاري ضم مجموعة من الأشعار تتعلق بالصنعة الأدلسية، مخطوط لسيدي الأكحل، وأخرى تعود الى 1319 منها قصيدة سيد أحمد بن أسنهو. المتجول بأروقة المعرض لن تفوته فرصة التعرف على أعمدة الطرب الأندلسي، أين عرضت بورتريهات مرفوقة بسير ذاتية لأسماء تناوبت على حمل مشعل هذا اللون الغنائي العريق والمدارس التي كونتها في تلمسان، الجزائر وقسنطينة، على غرار خير الدين عبورة، مصطفى عبورة، مصطفى السنوسي بريكسي، الشيخ عبد الرحمان سكال، الحاج محمد الغفور، عبد الكريم بسطانجي، عبد المومن بن طوبال، والشيخة طيطمة.