افتتحت، أمس الأول، دائرة التراث غير المادي والكوريغرافيا بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، معرض نوبة للموسيقى الأندلسية بدار الثقافة عبد القادر علولة بحضور عمالقة الطرب العتيق من مشايخ ومطربين وموسيقيين من أعلام الموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة. المعرض الذي سيضم جوانب هامة من أعيان موسيقى الأندلسي في المدارس الثلاث المشهورة في الجزائرتلمسان، الجزائر وقسنطينة تستمر فعالياته إلى غاية شهر نوفمبر المقبل، حيث سيسلط الضوء على أهم أعمدة هذا الفن وتطوره في الجزائر، من خلال ما يعرض في دار الثقافة طيلة هذه المدة، من آلات موسيقية، مخطوطات وكتب وحتى ألبومات يمكن سماعها في قاعة العرض لأهم رواد هذا الفن، حيث قسم المعرض إلى ثلاثة أجنحة يضم كل جناح مدرسة من المدارس المذكورة. معرض نوبة لم يقتصر على الأشياء المادية فحسب، بل شمل مائدة مستديرة تخصص لكل فنان من فناني الأندلسي الراحلين لتكريمهم، حيث كانت البداية مع الشيخ العربي بن صاري الذي قدم بن قلفاط عنه شهادات من حياته. كما أعطى خلال هذه المائدة المستديرة الباحث والموسيقار نصر الدين بغدادي جزءا من سيرته الذاتية وأهم محطاته في تعلم وتعليم الموسيقى الأندلسية وإنشائه لمدرسة تلمسان. الشيخ العربي بن صاري استطاع أن يظهر في مدة ليست بالكبيرة نظرا لحبه لموسيقى الأندلسي وتلقي ما يعرف في الأوساط المحلية التلمسانية ب “الصنعة” رغم وجود فنانين كبار في عصره ومنافسين من أمثال ولد الحاج لكن ترحاله إلى تونس والمغرب واحتكاكه بأقطاب هذا الفن زاد في صقل موهبته وإبداعه بإنشاء مدرسة تلمسان. تكريم الشيخ العربي بن صاري ختم بسهرة فنية من تنشيط جمعية أحباب العربي بن صاري تحت قيادة المطرب محمد فوزي بن قلفاط الذي أدى بنوبة رمل الماية التي كانت مدللة الشيخ من مجموع 12 نوبة كان يغني بها المرحوم بن صاري ولقنها إلى تلاميذه من بعده، لتختتم السهر وسط حضور كبار الموسيقى الأندلسية في الجزائر.