أشارت ياسمينة تركي مهندسة معمارية للآثار التاريخية خلال المداخلة التي ألقتها أول أمس بقصر الثقافة ”إمامة” بتلمسان في إطار الورشة التكوينية للصحفيين حول الهندسة المعمارية إلى استحداث مهرجان دولي خاص بهذا المجال الإبداعي الهندسي قريبا بهدف حماية العمارة الترابية في الجزائر التي أضحت مهددة بشكل خطير. دعت المختصة في الهندسة الترابية تركي ياسمين في حديثها الى ضرورة توفير الحماية الكافية لكافة أشكال البناء التقليدية والمبنية بالتراب التي تنتشر في أغلب أنحاء الوطن على غرار قصور تمنراست وواد ميزاب بغرداية وكذا المتواجدة بتيميمون وبعض المدن الشرقية، حتى لا تعرف طريقها الى الزوال، وحسبها فان عوامل كثيرة باتت تهدد هذه العمارة وفي مقدمتها عامل الهجرة، التهديم وغيرها، وعلى اثر هذا سيتم إطلاق مهرجان خاص يعنى بالحفاظ عليها، حيث اعتبرت الحفاظ عليها مكسب تراثي وتاريخي يدل بوضوح على عبقرية وتميز الإنسان الجزائري الذي أوجد هندسة خاصة به استمرت معه الى عدة قرون، وهو ما أبرزته المتحدثة من خلال تقديم جملة من الصور التي تسلط الضوء على تشكيلة متنوعة من المباني والقصور القديمة المتعلقة بالبيئة الصحراوية، وعادت عبرها إلى طريقة البناء الترابية التي تحوي عديد المميزات منها البناء بالطوب والطابية أو ما يعرف في الهندسة بالتربة المدكوكة، بالإضافة الى طين القش، والسياع، كما نوهت ياسمينة تركي الى عدم اهتمام الجزائريين به في الآونة التاريخية، وهو ما طرح إشكالية إيجاد إستراتيجية جديدة تعنى بالحفاظ عليه في المناطق المتواجد فيها، مع محاولة تحسيس الناس بقيمة البناء الترابي الذي لم يمت بعد، وهذا لا يمنع على حد قولها من إجراء تعديلات وإدخال التقنيات الحديثة والعصرية التي يعتمدها المهندسون الحاليون لكن مع مراعاة التصاميم التقليدية المتعلقة بالشكل الظاهري والداخلي للهيكل الترابي، يذكر ان المهرجان الدولي إلي ستحتضنه معهد الهندسة المعمارية بالحراش بالجزائر في شهر نوفمبر القادم من السنة الجارية، هو أول مهرجان دولي يهدف من خلاله إلى حماية العمارة الترابية في الجزائر بصفة خاصة والعالم بشكل عام بواسطة الترميم، وكذا تشجيع البناء بالتراب والطين بتوظيف التقنيات الحديثة دون المساس بالمعالم التقليدية والهندسة الأصلية لها، و يشارك في هذا الحدث الثقافي عديد المهندسين المعماريين من مختلف الجامعات الجزائرية، والعربية والأجنبية بالإضافة الى تنظيم لقاءات وندوات تتعلق بالموضوع ينشطها خبراء معماريون.