يحتضن قصر المعارض الكدية بتلمسان خلال الفترة الممتدة ما بين 19 نوفمبر إلى غاية 14 جانفي من السنة المقبلة معرضا خاصا عنون ب “من تراب و طين”، يكتشف الجمهور عبره كل ما يتعلق بالعمارة الترابية كما يهدف المنظمون من خلاله إلى التحسيس بأهمية التراث الجزائري المبني من التراب وضرورة الحفاظ عليه. يضم المعرض تشكيلة متنوعة من النماذج المصنوعة من التراب من مختلف الدول في العالم بما فيها الجزائر، حيث يتمكّن الجمهور من اكتشاف زخارف جدارية من التراب أنجزها عشرون حرفيا من منطقتين من الجزائر هما القورارة والقبائل، وأخرى من بوركينا فاسو، غانا، موريتانيا، النيجر، فرنسا، البرتغال، ومجموعة جرار مصنوعة من التراب على يد أربعة حرفيين من قرية سيدي سميان بتيبازة، إلى جانب عينة من الرمال ب 20 لونا تسلط الضوء على التنوع الكبير للأراضي، ليتوسع بعدها المعرض إلى أربع فضاءات عنون الأول ب “عالمية العمارة الترابية” هدفه إظهار عالمية العمارة الترابية، حيث يكتشف الزوار من خلاله خريطة العالم التي تظهر جرد المواقع المبنية من التراب والمسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، صور فضائية وأرضية للمدن الخمس التي تشكّل وادي ميزاب وهي القصور الجزائرية الوحيدة المسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب صور للعمارة الترابية من جميع القارات ونموذج للمسجد الكبير “جينيه” وهو أكبر مبنى في العالم مبني من التراب. ويعرض بالرواق الأول فيلم رسوم متحركة يمثل صورة بماسح ليزر ثلاثي الأبعاد لمعلم تاريخي جزائري مبني من التراب يمثل واحة تيميمون الحمراء، فيما خصص الفضاء الثاني لتنوع العمارة الترابية يظهر مختلف التقنيات التقليدية للبناء بالتراب ومتطلباته منها تقنيات البناء بالتراب الأربع الأكثر انتشارا في العالم وهي اللبن، التراب المدكوك، طين القش والسياع. أما الفضاء الثالث فيتناول “حداثة العمارة الترابية” يبرز أن العمارة الترابية لم يتجاوزها الزمن، يكتشف الجمهور صور مبان أنجزت عبر العالم بفضل التقنيات الحديثة للبناء بالتراب. أما الفضاء الرابع فخصص لمحور “القصور المحمية في الجزائر بين التراب والحجر”، يكتشف الجمهور عبره جمال القصور الجزائرية، ويتعرف إلى مخاطر الضياع التي تهدد جزءا كبيرا من تراثنا المعماري المميز لروح وطابع مدننا، حيث تعرض بالرواق مجموعة مختارة من الصور الجوية والأرضية ل 13 قصرا، أنجزها قيس جيلالي استهدفت 100 قصر تتوزع على 11 ولاية يستفيد 38 منها من إجراءات الحماية القانونية. كما سيعرض بالمناسبة فيلمان وثائقيان أنجزهما فرانسوا لوبايون في عام 2004، يركزان على إمكانات العمارة الترابية عنوانهما “ثورات التراب” و”الثياب الجديدة للتراب” بالإضافة إلى فتح قاعة مطالعة تحتوي حوالي 300 كتاب ذات صلة بالعمارة الترابية وبالتراث. ويعتبر معرض “من تراب وطين” ثاني أكبر معرض تنتجه وزارة الثقافة حول موضوع العمارة الترابية بعد ذلك الذي أنجز في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني في الجزائر عام 2009 وحمل عنوان “أراضي إفريقيا وأماكن أخرى”.