وصفت كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بالشؤون الخارجية، هيلاري كلينتون، العلاقات بين واشنطنوالجزائر ب”الممتازة“، واستعملت عبارة “ملموسة” في تثمين الإصلاحات السياسية التي باشرتها الجزائر، وتوقعت أنها ستؤدي إلى “تعميق الممارسة الديمقراطية ودعم بناء الصرح الديمقراطي في الجزائر”. فيما يشبه النفي للأصوات التي قللت من شأن الإصلاحات السياسية بالجزائر واعتبرتها مجرد مناورة لكسب الوقت، قالت كلينون “إن كافة الإصلاحات تتطابق تماما مع أهداف الدمقرطة الكبيرة التي التزمت بها الحكومة الجزائرية”. وحسب ما تناقلته وسائل إعلام أمريكية، مثل “سي أن أن، انترناشيونال، دايلي نيوز”، فقد أشادت هيلاري كلينتون بدور الجزائر في المنطقة المغاربية، مستشهدة في هذا المضمار بالدعم الذي قدمته الجزائر لكل من تونس وليبيا خلال ثوراتهما. وقالت كلينتون إن “الجزائر كانت من بين الدول القليلة التي فتحت المجال لليبيين الفارين من جحيم الحرب، وهو مالم تقم به عدة دول غربية”. وجاء تصريح ممثلة الخارجية الأمريكية، خلال ندوة صحفية مشتركة نشطتها مع وزير الخارجية، مراد مدلسي، بواشنطن، بعد محادثات أجراها الطرفان، حيث اعتبرت كلينتون، أن المشاورات المستمرة التي يجريها ممثلو البيت الأبيض ومسؤولون جزائريون حول المسائل الإقليمية والقضايا المتصلة بالأمن ومكافحة الإرهاب، أمر في غاية الأهمية. وتجدر الإشارة هنا أن عدد الزيارات التي أداها مسؤولون أمريكيون إلى الجزائر فاقت عدد تلك التي قام بها ممثلو دول أوروبية، ويكفي أن نذكر أيضا في هذا المضمار أن الجزائر تعد من بين الدول ال20 الذين لهم فائض في الميزان التجاري مع الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون إن واشنطن “تريد رؤية الجزائر تتمتع بقاعة ديموقراطية صلبة تعكس تطلعات الشعب الجزائري”. ولم توفت كلينتون الفرصة للإشادة بالمضامين التحفيزية التي أتى بها مشروع القانون العضوي الخاص بترقية الحقوق السياسية للمرأة في المجالس المنتخبة، واعتبرت أن ذلك من شأنه أن يتجسد في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستشهدها الجزائر. و اعتبرت كلينتون الدعوات التي وجهتها الجزائر للمراقبين الدوليين للإشراف على الاستحقاقات المقبلة، مؤشرا إيجابيا، كما ثمنت مشروع فتح المجال الإعلامي للقنوات التلفزيونية الخاصة، الذي لا يزال قيد الأدراج في حقيقة الأمر، لأن الحكومة لم تفرج سوى عن قانون الإعلام. وأعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن أمله في استمرار العلاقات بين الولاياتالمتحدةوالجزائر في إطار تفاهم أكبر ومن خلال مشاورات مستمرة ويكون ذلك في إطار تعاون أقوى ومكثف. في سياق آخر، قالت كلينتون إن “الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الجزائر وكل الشركاء الآخرين للجامعة العربية لوضع حد للعنف في سوريا”، مجددة التزام واشنطن بحل أممي لقضية الصحراء الغربية ، ليؤكد مدلسي أن الجزائر لا تدخر أي جهد من أجل المساعدة على تحسين الوضع في المغرب العربي ودول الساحل، مضيفا: “مساندة شركائنا وخاصة الولاياتالمتحدة تبقى ضرورية”.